" بكرة ايه يادلعدى.. أنا عاوزه فلوسى".. حكايات تحية كاريوكا فى قصر عابدين
عرف عن الراقصة تحية كاريوكا والتى تمر اليوم الذكرى الـ 21 على رحيلها - 20 سبتمبر 1999 - بأنها كانت معتدة بنفسها وترى أنها أكبر من مجرد راقصة شرقية، فكانت تسعى دائما إلى التميز لكنها كانت تثور بسرعة، ولها تعبير ضاحك دائم .. فكانت تقول: "جزمتى بتنقح على" فهى إذا غضبت تخلع حذاءها بالكعب العالى وتنزل فوق رأس أى شخص، ولا يهمها.
وكما كتب عنها الناقد عبد الله أحمد عبد الله الشهير بميكى ماوس: إن تحية كاريوكا لها ثلاثة أسلحة لسانها ويدها اليمنى وحذاؤها، والأحداث شاهدة على ذلك.
ففى ملهى بديعة مصابنى بالجيزة ــ مكان الشيراتون الآن ـــ كانت تحية تستعد لتقديم رقصتها فى حضور أمراء من الأسرة الحاكمة وبينما هى فى طريقها لصعود المسرح وإذا بأحد المتفرجين يشدها من ذيل بدلة الرقص فالتفتت نحوه وصفعته على وجهه، وقامت ضجة كبرى فقد كان هذا المتفرج يجلس مع البرنس عباس حليم على نفس ترابيزته وحضرت الست بديعة وأخذت تحية كاريوكا فى صدرها وأوصلتها إلى خشبة المسرح وأدت تحية وصلتها ثم اعتذر لها البرنس عباس حليم عن سوء تصرف ضيفه.
ولكاريوكا حكاية مع الملك فاروق فقد رقصت فى قصر عابدين بدعوة من الملك وأعجب الملك برقصتها وقفزت تحية فوق ترابيزة الملك ورقصت عليها وسط ذهول الجميع، وأمر الملك بصرف مبلغ 50 جنيها لها، وفى اليوم التالى ذهبت إلى قصر عابدين وكان ناظر الخاصة الملكية مراد محسن قال لها "فوتى علينا بكرة" .. فصرخت فى وجهه وقالت له: "بكرة إيه يا دلعدى ..أنا عاوزة فلوسى دلوقتى" وسمعها رئيس الديوان أحمد حسنين وأمر بصرف الخمسين جنيها لها وأخذت المبلغ وذهبت إلى صيدناوى واشترت فستان بمبلغ 49 جنيها.
وكان أن هاجمها النقاد كثيرا على جرأتها وصوتها العالى ففكرت فى عمل مقلب ضدهم، أقامت لهم مأدبة عشاء فى بيتها بمناسبة أن أميرة زنجبار جاءت إلى مصر وستسهر عندها وسترقص لها وحضر النقاد وعلى رأسهم جليل البندارى ومعهم المصورون وكتب النقاد عن زيارة أميرة زنجبار وصورها ولم تكن الأميرة سوى خادمة تحية كاريوكا النوبية، وكانت فضيحة كبرى فى الصحف فى اليوم التالى.
ولم تكن تلك هى مواقف تحية ، فقد رفع مستر جون ميلز صاحب الفنادق العالمية فى لندن دعوى قضائية يطالب فيها الراقصة المصرية تحية كاريوكا بتعويض 12 ألف جنيه، لأنها خلعت حذاءها وضربته على رأسه بالحذاء أمام أصدقائه عقابا على ملاحقته لها فى كل مكان.
وكان أشهر حادث لها فى مدينة كان الفرنسية خلال أشهر مهرجان سينمائى عام 1956 الذى هبت إليه وهى ترتدى الملاية اللف، وأساءت النجمة العالمية ريتا هيوارت فى الصحف إلى العرب بمناسبة اشتراك مصر بفيلم شباب امرأة فى المهرجان وكان مرشحا للجائزة الأولى أمام فيلم كانت هى مشاركة به، فهاجمت تحية ريتا هيوارت فى أحد الندوات مدافعة عن مصر والعرب وقالت لها بالانجليزية فيما معناه "اخرسى".
مقبرة تحية كاريوكا تستقبل جثمان رجاء الجداوي ابنة شقيقتها | فيديو وصور
أيضا نالت المطربة فايزة أحمد علقة ساخنة على أيدى تحية كاريوكا، عندما امتنعت فايزة أحمد ذات يوم عن الغناء فى بداية حفل كبير فى مصر ، ويشارك فيه صباح وفايزة وعبد الحليم وترقص تحية كاريوكا على أغنيات عبد الحليم و أمام إصرار فايزة فى السهرة قامت تحية بضربها علقة ساخنة ولن تغني نهائيا فى تلك الحفلة ؟
أما الفنان سعيد صالح فكان فى أثناء تصوير أحد الأفلام التى تشاركه فيه تحية إلا أنه أمعن فى مغازلتها وأفاض فما كان منها إلا أن صفعته على وجهه أمام كاميرا المخرج فطين عبد الوهاب.
هذه هى تحية كاريوكا التى كان يقول عنها جليل البندارى تهكما : هى المهذبة المؤدبة المتربية بنت الناس .