بنك الهموم
مع الأزمة المالية الطاحنة التى تمر بها البلاد ومع الضغط العصبى المسيطر على المزاج العام للمصريين، أعتقد أنه آن الأوان أن تنشئ حكومة قنديل الرشيدة بنك الهموم الوطنى كوعاء يستوعب مدخرات المصريين من الهموم المتلتلة لديهم، شريطة أن يترأسه أستاذ فى الطب النفسى يستطيع التعامل مع العملاء وتخليصهم من الهموم الناتجة عن ضعف الوجود الأمنى وتوقف العمل بالمحاكم والفقر والمرض والبطالة والتضخم وانهيار التعليم وتلوث مياه الشرب، بالإضافة إلى الخوف من المستقبل.
البنك المقترح ستكون مصاريف فتح حساب الفرد به 100 جنيه، وبهذا تكون حكومة قنديل ضربت عصفورين بحجر واحد، وخلَّصت المصريين من مدخراتهم من الهموم وحصَّلت 9 مليارات بفرض أن جميع المصريين أغنياء ولديهم فائض هموم يكفى للعالم كله.
حتمًا ستكون للبنك فروع متخصصة تستوعب كل بلاوى ومصايب وكوارث السادة العملاء المهمومين، كفرع الخلافات الزوجية وآخر للفقر والعوانس، وفرع للعاطلين والمرضى، وفروع مجهزة لاستقبال ذوى الحاجات الخاصة.
أظن أن هذا البنك سيعمل على مدار اليوم بشكل دائم ومتواصل ولن يفلت من الاشتراك به إلا السادة معدومو الهموم من المجانين، وفى مجال تقديم الخدمة للعاملين المصريين بالخارج ممن فروا بحثًا عن لقمة العيش ويواجهون نظام الكفيل غير الحضارى بالدول العربية، وممن هربوا عبر البحار للذهاب إلى أوروبا، يمكن لتك الفروع تصدير جزء من تلك الهموم لمواطنى الدول المتقدمة ممن ينتحرون بسبب الرفاهية والراحة وارتفاع مستوى الدخل والمعيشة، لجلب العملة الصعبة.. عمومًا هَمْ يبكِّى وهَمْ يضحَّك.
