رئيس التحرير
عصام كامل

إلا تنصروه !


برامج الثرثرة الليلية "التوك شو" لا تهدف إلا إلى تقسيم الوطن، فكل من قرأ كتابًا فى علوم السياسة أصبح منظرًا وخبيرًا استراتيجيًا، تسأله المذيعة الثرثارة، وما إن يبدأ الضيف فى الرد الهزيل غير المنطقي، حتى تقاطعه المذيعة الأكثر غباء، الأشد جهلًا، لتدور المناقشة فى أجواء عبثية لا يحكمها منطق أو عقل.
كل ما هناك أن فريق إعداد البرنامج يستيقظ مبكرًا ويقرأ صحف الصباح، ويحدد أهم الأنباء التى تتطلب تعليقًا، وهو ما يقوم به الفاشلون فى مؤسسات إعلامية قومية ومستقلة، وخاصة إذ يمارسون سرقة أفكار الآخرين ثم البدء فى استطلاع آراء الخبراء والمحللين، ومن عجب أن هؤلاء اللصوص يزعمون أنهم يحسنون صنعًا وإنهم أساتذة المهنة، وبالطبع تتضخم ثرواتهم؛ لأن كل مؤهلاتهم وأهمها هى لعق الأحذية ونفاق رؤسائهم، ثم يظهر الجهل الفادح والفاضح على شاشات الفضائيات وعلى أوراق الصحف والمجلات.

إنهم يفتون بغير علم، هم ومتحدثو برامج الثرثرة الليلية سواء الجهل والغباء وصناعة المؤامرات للنيل من المثقفين الشرفاء، هى أهم صفاتهم؛ ولأن أرصدتهم البنكية تتضخم فلا يعنيهم الوطن بأى شيء، إنهم يقولون دومًا: فليذهب إلى الجحيم.

إلا تنصروا الوطن فمن ينصره، هذا نداء، بل رجاء لشرفاء مصر إلى المثقفين الحقيقيين الذين يدركون معنى كلمة "وطن"،  إدراكًا حقيقيًا، يتفانون في حبه، يردون واحدًا على مليون من فضله عليهم، وإلى خبراء السياسة الحقيقيين، الدارسين بعمق، ومن لديهم القدرة على التحليل، تحدثوا عن كل ما يوحد الجهود والرؤى والأفكار، خصوصًا فى هذه المرحلة الحرجة التى يمر بها وطننا، ابحثوا عن القواسم المشتركة، دعموها، أزيلوا نقاط الخلاف ما استطعتم إلى ذلك سبيلا.

الشعب منقسم إلى إخوان وسلفيين وليبراليين وسط مئات الأحزاب والائتلافات الثورية وغير الثورية، أليس منكم رجل رشيد يستطيع قيادة حملة وطنية لتوحيد أبناء مصر والعمل معًا فى إطار مشروع قومى نهضوي، يقيل مصر من عثراتها السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية والأخلاقية؟

إلا تنصروه، فسوف ينصر الله وطننا مصر، التى حماها من فوق سبع سماوات، وذكرها فى قرآن يُتلى إلى يوم القيامة.    
الجريدة الرسمية