الإفراج عن منة عبد العزيز من قسم الطالبية..فتاة التيك توك أنهت برنامج التأهيل النفسي.. وتعاون بين التضامن والقومي للمرأة لمساعدة الفتاة
غادرت منة عبد العزيز "فتاة التيك توك" قسم شرطة الطالبية، بعد انتهاء الإجراءات الخاصة بإخلاء سبيلها، في القضية التي تعرضت فيها لاعتداء جنسي على يد عدد من الأشخاص، وتم إخلاء السبيل تنفيذا لقرار النيابة العامة، بمعرفة مختصين من المجلس القومي للمرأة ووزارة التضامن الاجتماعي، وبعد أن استكملت البرنامج التأهيلي المقرر لها.
وأنهى قسم شرطة الطالبية إجراءات إخلاء سبيل منة عبد العزيز، فتاة التيك توك، التي تعرضت للاغتصاب على يد صديقيها بمعاونة صديقتها.
وكانت النيابة العامة أمرت بإحالة 6 متهمين في واقعة التعدي على المجني عليها "آية" الشهيرة بـ"منة عبد العزيز" لمحكمة الجنايات.
وشمل قرار النيابة العامة إحالة 6 متهمين -أربعة ذكور وفتاتين- إلى المحاكمة الجنائية أمام محكمة الجنايات؛ لاتهام أحدهم بخطف المجني عليها بالتحايل والإكراه، واقتران تلك الجناية بمواقعتها كرهًا عنها، واتهام الآخرين -كلٌّ حسَب ما نُسِب إليه- بهتك عرضها بالقوة والتهديد، وسرقتها بالإكراه، وانتهاك حرمة حياتها الخاصة عبر شبكة المعلومات الدولية، وضربها، وإتلاف هاتفها، وتهديدها بإفشاء أمور خادشة بشرفها، وتعاطي المخدرات، وإدارة وتهيئة مكان لذلك.
وأقامت "النيابة العامة" أدلة على تلك الاتهامات من شهادة المجني عليها، وتحريات الشرطة، وإقرارات المتهمين أنفسهم أمام النيابة العامة، وما ثبت بتقرير «مصلحة الطب الشرعي» بشأن ما تعرضت له المجني عليها من تَعدٍّ، وثبوت تعاطي بعض المتهمين جوهرًا مخدرًا من خلال تحاليل أُجريت لهم، وكذا ثبوت تطابق بصمة صوتَيِ اثنين منهم بمقطع تداول للمجني عليها بمواقع التواصل الاجتماعي خلال تواجدها بمحل الجريمة، وتَعدي اثنين منهم عليها بالسبِّ والضرب.
وكانت منة عبد العزيز، فتاة التيك توك، عادت مجددا لكي يكون اسمها الأكثر تداولا بعد ساعات من خروجها فى فيديو تؤكد فيه تعرضها للاغتصاب على يد صديقها مازن، قائلة: "مازن أخويا الكبير واتصالحنا".
ففى فيديو تم نشره عبر حساب مازن على موقع "فيس بوك"، ظهرت منة، وأكدت عدم تعرضها للاغتصاب على يد صديقها قائلة: "مكنش في مشكلة بينا، في بنات وقعت بيني وبين مازن، مفيش اغتصاب هو ضربني وشوهني بس، والبنات صحابي هما اللي صوروني والحوار خلص خلاص".
وبعد أقل من ساعتين من نشر الفيديو، ظهرت منة بصحبة زوجها ومازن وشخص آخر جالسين سويا، وتحدث مازن قائلاً: "منة قالت إن حوار الاغتصاب ده كان تحت وضع الانهيار والوضع النفسي السيئ اللي كانت بتمر بيه، الكلام كله كذب"، لتقاطعه منة قائلة: "مفيش أي حاجة بينا هو أخويا الكبير واتصالحنا، وكل سنة وأنتوا طيبين".
وتعود بداية القصة إلى ظهور منة، التى يتابعها عبر حسابها على إنستجرام ما يقارب الـ50 ألف شخص، بالعديد من الكدمات على وجهها وهى تبكى، لتكشف عن تعرضها لحادث اغتصاب وتصوير بالإكراه من صديقها بالاتفاق مع عدد من صديقاتها البنات.
وقالت منة: "فى فيديوهات اتنشرت ليا بالإكراه وضرب اغتصاب.. واحد اسمه مازن إبراهيم اغتصبنى ومصورنى بالإكراه وضاربنى وعورنى فى كل جسمى، واللى منزلين الفيديوهات دى بنات صحابى متفقين معاه.. كانوا متفقين مع مازن إنهم هيغتصبونى ويضربونى وهيصورونى.. أنا عايزه حقى.. مش عشان أنا يتيمة أو معرفتش العيب من الصح أو معرفتش الغلط".
وبدأ اسم منة يتصدر محركات البحث، ومن المعلومات المنشورة عبر حسابها أنها متزوجة، وتحرص على نشر العديد من الفيديوهات التى تجمعها بزوجها أو بمفردها، حيث إن حسابها على تطبيق الفيديوهات "تيك توك" يتابعها عليه 83 ألف متابع.
وكان قد تحول هاشتاج "#حق_منة_عبدالعزيز" وهاشتاج "#القبض_علي_المغتصب_مازن_إبراهيم" إلى الأكثر تداولاً عبر تويتر، ومن خلالهما قدم الكثير من مستخدمى موقع التدوين تويتر الدعم لمنة مطالبين بضرورة القبض على الشخص الذى اتهمته بالاغتصاب.
فى المقابل، خرج مازن إبراهيم، الشاب الذى تتهمه منة باغتصابها، بمجموعة من الفيديوهات عبر حسابه على "فيس بوك"، للرد على اتهام منة، كاشفا عن تعرضها للعديد من الأزمات العائلية والنفسية، مؤكدا أن العلاقة بينهما كانت طيبة وعلاقة صداقة وكان يساعدها دائمًا.
وطالب إبراهيم فى الفيديو برغبته فى الذهاب للطب الشرعى وتوقيع الكشف عليها للتأكد من عدم تعرضه لها، كما كشف عن تعرضه لعملية ابتزاز من منة للحصول على الأموال.
وأمر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، باستبدال الحبس الاحتياطي للمتهمة آية- وشهرتها «منة عبدالعزيز»- بأحد التدابير المنصوص عليها بالمادة ٢٠١ من قانون الإجراءات الجنائية كبديلٍ عن الحبس الاحتياطي، وهو إلزامها بعدم مبارحة أحد مراكز الاستضافة المحددة بمشروع «وزارة التضامن الاجتماعي» لـ«استضافة وحماية المرأة المُعَنَّفة نفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا»، والذي قبلته المتهمة موطنًا ومسكنًا لها لعدم وجود محل إقامة ثابت ومعلوم لديها.
وكلَّفت «النيابة العامة»- بالتنسيق مع «وزارة التضامن الاجتماعي» و«المجلس القومي للمرأة»- الأخصائية الاجتماعية المشرفة مركزيًّا على مشروع «استضافة وحماية المرأة المعنفة» بمحافظة القاهرة، وأخصائية نفسيَّة ببرنامج «حماية أطفال وكبار بلا مأوى» بالوزارة، ببحث حالة المتهمة الاجتماعية والنفسية وعرض نتائج البحث والتوصيات على «النيابة العامة» والتي أسفرت عن اضطرابها انفعاليًّا ونفسيًّا نتيجة تعرضها لأزمات اجتماعية قاسية مُنذ صغرها حرمتها من عاطفة الأسرة والأهل، وأثَّرت في سلوكها العام، مما دفعها مع قلة خبرتها وعدم رجاحتها وضعف شخصيته.
واشار التقرير الى تكوين علاقات مع أصدقاء السوء عوضًا عن فشلها في عقد علاقات سوية، وكذا السعي للظهور وتحقيق الشهرة بأي وسيلة عوضًا عما لقيته من أزمات، فانخدعت بشهرة حققتها في بيئة افتراضية خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي أسلمتها إلى أصدقاء سوء استغلوها مع سهولة انقيادها وعدم رجاحتها وتسامحها في حقوقها، وطمعها فيما عرضوه عليها من هدايا وسُبل لإعاشتها، فوقعت ضحيةً لهم، هذا فضلًا عن الصدمة النفسية والاضطرابات التي أصابتها من أثر التعدي عليها بالواقعة محل التحقيق، مما يتطلب إدخالها بالبرامج المعتمدة بمشروع «استضافة وحماية المرأة المعنفة» لإعادة تأهيلها نفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد عند الحاجة.
و أمرت «النيابة العامة» بإدخال المتهمة بالبرامج التأهيلية المذكورة خلال إقامتها بالمركز الذي قبلته مسكنًا لها تحت إشراف «وزارة التضامن الاجتماعي» و«المجلس القومي للمرأة»؛ لتأهيلها نفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا لإصلاحها وإعادة الثقة في نفسها وتصحيح مفاهيمها والتوفيق بينها وبين ذويها، وإعادة دمجها بالمجتمع، واستكمال دراستها أو تدريبها على مهارات تتيح لها فرصة عمل سوية، أو مصدر حسن لإعاشتها.