ذكرى رحيل "زعيمة المارون جلاسيه" التي قادت حركة تحرير المرأة المصرية
هى امرأة مختلفة تلخص حكايتها مأساة المرأة العربية، هى الصحفية المناضلة درية شفيق التى رحلت فى سبتمبر 1975 ، هى واحدة من أوائل النساء اللاتي سافرن إلى باريس للحصول على الدكتوراه، درست الفلسفة وعلم الاجتماع وتقدمت للحصول على الدكتوراه فى رسالتها عن حقوق المرأة فى الإسلام.
اعترف الأستاذ الفرنسى المناقش لرسالتها وقال (لقد نجحت فى تصحيح أفكارنا عن الإسلام ولك أن تعتبرى نفسك المدافعة عن المرأة المسلمة عامة وعن المرأة المصرية خاصة).
عندما عادت إلى مصر رفض أحمد أمين وكان عميدا لكلية الآداب تعيينها لتدريس الفلسفة بالكلية بحجة أنه لا يمكنه تعيين امرأة جميلة للتدريس بالكلية، فبدأت درية شفيق رحلة كفاح فى شوارع وحارات مصر فدعت لمحو الأمية فى حى بولاق الشعبى، كما شاركت فى الكفاح ضد الاحتلال الإنجليزى بتكوين فرقة شبه عسكرية من النساء حملت السلاح أوائل الخمسينيات للمقاومة ضد وحدات الجيش الإنجليزى فى قناة السويس.
وفى فبراير 1951 قادت مظاهرة ضمت 1500 امرأة نجحن فى اقتحام البرلمان للمطالبة بالسماح للنساء بالاشتراك فى الكفاح الوطنى والسياسى وهو ما أدى إلى تعديل قانون الانتخاب ومنحت المرأة حق الانتخاب والترشيح للبرلمان.
المرأة ثائرة وشهيدة لأول مرة في مصر
وفى عام 1954 شكلت لجنة لإعداد لدستور مصرى جديد واحتجت درية شفيق لعدم وجود امرأة واحدة فى اللجنة وقامت برفقة عدد من النساء بالإضراب عن الطعام لمدة عشرة أيام فى نقابة الصحفيين حتى وعدها الرئيس محمد نجيب فى رسالة نقلها إليها محافظ القاهرة بأن الدستور الجديد سيكفل للمرأة حقوقها السياسية.
وهو ما تحقق فى أول انتخابات نيابية بعد الثورة، وعلق اللواء نجيب على المظاهرة بقوله (إنها مظاهرة كان الهدف الأول والأخير منها هو دق الطبول حول بعض الأسماء الناعمة لكى تقفز إلى الصفحات الأولى فقط).
هاجمت سياسات الرئيس عبد الناصر وهاجمتها الصحافة وأطلقت عليها زعيمة المارون جلاسيه، إلا أنها طالبت عبد الناصر بالاستقالة واتهامه بالديكتاتورية واعتصمت بالسفارة الهندية وأعلنت الإضراب عن الطعام وأصيبت بإعياء شديد، وكانت هذه معركتها الأخيرة حيث آثرت العزلة حتى أعلن عن انتحارها. تاركة وراءها العديد من المؤلفات كان أهمها كتاب (إننى فى الجحيم).