رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا حدث للمصريين؟!.. الشخصية المصرية على الشيزلونج... الفهم الخاطئ للدين والتعليم أسباب أساسية.. وهذه روشتة الإصلاح

أرشيفية
أرشيفية

حادث فندق فيرمونت لن يكون الأخير من الحوادث الصارخة التي تعكس العوار الأخلاقى الذي أصاب الشخصية المصرية وسكنها وعشش فيها.

 

ثورة إصلاحية

 

دراسات ومؤشرات عديدة تكشف بجلاء حالة التراجع التي أصابت الشخصية المصرية بجميع مستوياتها، وتؤكد أنها بحاجة إلى ثورة إصلاحية ترمم ما فسد منها، وتهذب ما اعوج منها، وتعيدها إلى سيرتها الأولى. منظومة التعليم قد تكون المتهم الأول في قفص الاتهام.

 

ولن يحدث تغيير جذرى وإيجابى دون الارتقاء بها، قبل أيام قليلة.. التأم اجتماع وزارى محدود ضم وزراء الشباب والرياضة والإعلام والأوقاف وتوافقوا على ضرورة العمل معًا من أجل إعادة بناء الشخصية المصرية. كيف يكون البناء، ومن أين يبدأ؟ ومن المسئول عنه؟ وتساؤلات أخرى نسعى إلى الإجابة عنها في هذا الملف..

 

التعليم

وفي البداية أرجع علماء نفس واجتماع انهيار الشخصية المصرية إلى منظومة التعليم، واعتبروها المسئول الأول عما آلت إليه من تدن وترد على جميع المستويات، وشددوا على أن الارتقاء بمنظومة التعليم هو الخطوة الأولى لإعادة الشخصية المصرية إلى مسارها السليم.

 

الدكتور سامي أيوب أستاذ علم النفس التربوي وعميد كلية تربية الأسبق بجامعة المنوفية أرجع السبب الأساسي لانهيار الشخصية المصرية إلى "التعليم المصري" الذي أصبح اهتمامه الأساسي تحفيظ الكتب، رغم أن التعليم الحقيقي هو التنشئة على القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة.

 

وحتى مهمة التعلم والتدريس وكلتها للمراكز التعليمية، لافتًا إلى أن السبب الثاني لهدم الشخصية المصري، يتمثل في القوانين التي تسنها الحكومة، والتي ساعدت على هدم الشخصية المصرية وليس بناءها، لأن معظم تلك القوانين تسعى لجمع الأموال من أجل الدولة، مثل قانون المباني المخالفة، دون النظر للمواطن الذي توجه للاعتماد الكامل على الدولة، ولكنها تخلت عنه بوعود مزيفة وأوضح أن الشخصية المصرية تعرضت لعوامل كثيرة أحدثت لها تلوثًا كبيرًا.

 

فعلى سبيل المثال المجتمعات الفقيرة تعاني من الزيادة السكانية بحجة الاستثمار في الأبناء، دون وضع خطة عمل وتنمية من قبل الدولة لعلاج مشكلات الفقر في مصر، الذي يتضاعف من 5:10 مرات.

 

الفهم الخاطئ

 

أما السبب الرابع لانهيار الشخصية المصري، فهو الفهم الخطأ لمبادئ الدين الإسلامي، بسبب أمور دخيلة على تعاليم الدين الإسلامي أثرت في عادات وتقاليد والمبادئ المتبناة من قبل المصريين، مثل محاولات إدخال الجماعات الوهابية في مصر، والتبرك بأولياء الله الصالحين ومناجاتهم دون الله عز وجل، وغيرها من السلوكيات والتصرفات التي تعتبر خروجًا على المبادئ الأساسية للدين الإسلامي، موضحًا أن هناك قواعد تعلمناها على مدار السنين.

 

وعندما اختل تعليم الدين اختلت كافة قواعد المجتمع وقيمه، وخاصة أن جميع القيم المجتمعية متداخلة مع بعضها، واختتم أيوب بالقول: الشباب لديه حالة من التمرد وساعدتهم في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، التي شجعتهم على تمردهم بإغرائهم بتبني سلوكيات غريبة عن مجتمعهم بداعي أنها تتماشى مع التقدم التكنولوجي.

 

ومن جانبها تقول مديحة الصباح دكتورة علم النفس بجامعة عين شمس ومدير إدارة البروتوكولات والمراسم بوزارة الثقافة: لقد ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من المتغيرات على المجتمع المصري، بعدما كانت الشخصية المصرية معروف عنها التدين وبها أعلى معدل للتماسك الاجتماعي بالنسبة للعالم ككل، بجانب الطيبة والكرم.

 

الهوية المصرية

 

إلا أن هناك عوامل ساعدت على تغيير هُوية الشخصية المصرية منها وسائل الإعلام والسينما التي تبث أفكارا أثرت على أنماط وسلوكيات الشباب بصفة عامة، وبدأ يقلد تلك الظواهر الغريبة عن مجتمعنا.

 

وتابعت أستاذ علم النفس: إن بعض الشباب انجرف في الإدمان والشخص المدمن بصفة عامة لا يستطيع التحكم في سلوكياته وأفعاله، بل إنه يلجأ إلى أي وسيلة السرقة أو الضرب أو القتل حتى يحصل على المال لشراء المادة التي اعتاد إدمانها، فضلا عن مرور فترات أزمات على المصريين بداية من الهجوم الممنهج بعد حرب أكتوبر لتغيير ثوابت الشعب من عادات وتقاليد وتدمير الهُوية.

 

حتى دخول الإخوان بأفكارهم لضرب معتقدات الشعب من جذورها، وأيضًا من بين أسباب انحراف الشخصية المصرية قلة الالتزام الديني، فمن المعروف أن الإنسان الملتزم دينيًا سلوكه نموذج يحتذى، بينما قلة الالتزام الديني والأخلاقي سبب من الأسباب الرئيسية وراء تفشي الجريمة أو السلوكيات الشاذة والغريبة عن المجتمع.

 

المؤسسات الدينية

 

ولإعادة الشخصية المصرية لمكانتها المعتاد عليها، أكدت "الصباح" ضرورة تضافر مؤسسات الدولة جميعها وعلى رأسهم المؤسسات الدينية الأزهر والكنيسة ووزارتا الإعلام والثقافة لتكثيف الندوات التوعوية التي تحث الشباب والجيل الصاعد على الالتزام وتنمية الهُوية المصرية وإعادتها إلى مكانتها.

 

كما يجب تشكيل لجنة عليا للرقابة على كل ما يقدم فنيا للتخلص من الأعمال الفنية التي يتخللها بعض الألفاظ والسلوكيات الغريبة عن مجتمعنا، فلا بد من إعادة صياغة هذه الأعمال الفنية وحذف ما ينافي قيمنا الاجتماعية الأصيلة، وأيضًا يجب تفعيل دور الشباب نحو قضايا مجتمعهم وتعليمهم كيف يخططون لبناء مستقبلهم، كتشجيعهم على تنظيف الحي وتجميل المدن، وإعداد الندوات التثقيفية والدينية، بحيث يتم جذب الشباب ليكونوا شخصيات فعالة في مجتمعهم وليس شخصيات هادمة، وتحفيزهم لإعطاء أكثر وأكثر.

 

بائع الفريسكا

 

وتسليط الضوء الإعلامي على النماذج الناجحة منهم مثل الطالب بائع الفريسكا والطالبة بائعة الأحذية، وأكدت الصباح على أن غياب دور الأسرة عامل رئيسي في فقدان الهُوية الشخصية.

 

متابعة: "للأسف الشديد في الوقت الحالي ليس هناك حوار فكري بين الأب والأم والأبناء، لقد فقدنا لغة الحوار بين الأسرة، مشيرة إلى وصول مصر للمركز الأول في حالات الطلاق بمعدل ٢٥٠ في اليوم ما ساعد على تفكك الأسرة والتباعد الاجتماعي، منوهة على ضرورة عمل ملتقى ثقافي بين الأسرة والجيران لإعادة وتعويض الضوابط الأسرية والاجتماعية.

 

كما أن المدرسة لها دور فعال بعد دور المسجد والكنيسة لتشكيل وجدان المجتمع بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة، كما ينبغي التحكم في وسائل التواصل الاجتماعي بغرس قيم بأن يكون الإنسان ضمير نفسه.

 

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية