محمد الشعراوي يكتب: أزمتان لذوي الهمم.. ومناشدة للرئيس

يتعرض ذوو الهمم هذه الأيام لأزمتين شديدتين؛ لأولاهما: تطبيق قواعد التصالح في مخالفات البناء عليهم، دون مراعاة لظروفهم وأحوالهم الصحية والاقتصادية، والتي تقل كثيرا عن الشخص السليم بدنيا وصحيا.. فهم لا يقدرون على العمل إلا في ظل ظروف معينة، وبتسهيلات تختلف باختلاف ظروف الإعاقة.

من هنا فإن ذوي الاحتياجات الخاصة يناشدون الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل لاستثنائهم، وأسرهم، من شروط التصالح، والتيسير عليهم بمنحهم المزيد من التخفيضات في مقابل التصالح للمتر، وهم يستحقون الإعفاء الشامل من رسوم التصالح.. ومدة المهلة المطلوبة لتقديم الأوراق، وأخيرا لا بد من التسامح مع ذوي الهمم في الأوراق والمستندات المطلوبة، فيكفي أن يقدم أحدهم طلبا للتصالح لكي يتم اعتماده وإنهاء المشكلة.

ثانية الأزمتين تتمثل في قيام وزارة التجارة والصناعة بإدخال تعديل على ميزة اكتسبها ذوو الهم خلال عام المعاقين 2018، وهي إمكانية استيراد سيارة مجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة خصيصا، بإعفاء جمركي.. وهو ما نصت عليه المادة "31" من القانون 10 لسنة 2018.. واللائحة التنفيذية له.. والتعديل، الذي صدر قبل يومين، قصر الإعفاء على السيارات المستوردة في العام الحالي.. وميز بين المعاق الحركي الذي يستطيع القيادة، وبين غيره ممن يحتاج إلى مرافق للقيادة.. أي أن على أي معاق أن يكون من الأثرياء لكي يستطيع استيراد سيارة مجهزة، لأن سعرها مرتفع بطبيعة الحال، وهو ما يخرج تماما عن استطاعة ومقدرة أي معاق.. وبالتالي فالحكومة في هذه الحالة تشجع على بيع التقارير الطبية للأصحاء ليتمكنوا من استيراد سيارات خاصة بالمعاقين، ولكي يستفيدوا بالإعفاء الجمركي.. وهو ما يخالف القانون الحاص بتشريعات ذوي الإعاقة، والدستور!!

---------------------------------------------------------------
( * ) مؤسس النقابة العامة لذوي الإعاقة ورئيس اتحاد ذوي الهمم