رئيس التحرير
عصام كامل

نقيب الفلاحين: هناك نظرة دونية من المجتمع لمهنة الفلاحة ولا يتم تكريمنا كالمهن الأخرى.. وتمثيلنا بالمجالس النيابية ضعيف | حوار

نقيب الفلاحين عبد
نقيب الفلاحين عبد الرحمن أبو صدام

حماية الرقعة الزراعية مسألة أمن قومى والقيادة السياسية تصدت بحزم لأزمة التعدي عليها

هناك أسباب عديدة لهجر الأرض منها قلة الربح من العمليات الزراعية نتيجة عدم تطبيق نظام الزراعات التعاقدية 

الدعم المقدم من الدولة للمزارعين ضعيف ووزارة الزراعة تنتهج سياسة اللامبالاة وغياب التعاونيات 

الفلاحون يعانون في تسويق محاصيلهم وهناك مليار قنطار من العام الماضى لم يتم بيعها 

الأراضى فى الوجه البحرى تعانى من ارتفاع منسوب المياه الجوفية مما ينذر ببوار الأراضي
 
شدد نقيب الفلاحين عبد الرحمن أبو صدام على أن الدولة المصرية تتعامل مع مسألة حماية الرقعة الزراعية باعتبارها أمن قومى، مؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتصدى لوقف نزيف الأرض الزراعية وحمايتها من التآكل والتدمير. وتزامنا مع الاحتفال بعيد الفلاح.. قال أبو صدام: إن المزارعين يعانون ظروفا اجتماعية واقتصادية صعبة، مطالبا حكومة الدكتور مصطفى مدبولى بالاهتمام بهم وتوفير مظلة تأمينية لهم.. وإلى نص الحوار :


 

*كيف يمكن الحفاظ على الرقعة الزراعية؟


الحفاظ على الرقعة الزراعية مسالة أمن قومى والقيادة السياسية تصدت بحزم لأزمة التعدي عليها وإصرار الرئيس عبدالفتاح السيسي على وقف نزيف الأراضي الزراعية ومنع التعدي عليها يعكس رؤية ثاقبة لمدي أهمية الحفاظ على الرقعة الزراعية من التآكل وخطورة عشوائية البناء خاصة وأن المساحة المنزرعة في مصر أقل من4% من المساحة الكلية للجمهورية ما يعكس خطورة استمرار التعديات على الأمن الغذائي لكل المصريين مع الزيادة الكبيرة في التعداد السكاني.

 

وأن مصر فقدت ما يقارب 400 ألف فدان من أجود الأراضي الزراعية منذ الثمانينيات وحتى الآن مع ما يشكله البناء العشوائي من خطورة تتمثل في انتشار الأمراض وغياب الخدمات الأساسية وصعوبة توصيل المرافق ومخالفة صريحه للدستور والقانون.

*وما هي أسباب هجر المزارعين لأراضيهم الزراعية في رأيك؟


هناك أسباب عديدة للهجر منها: قلة الربح من العمليات الزراعية نتيجة عدم تطبيق نظام الزراعات التعاقدية وتطبيق المادة 29 من الدستور التي تلزم الدولة بتوفير مستلزمات الإنتاج وتسويق المحاصيل لضمان هامش ربح للفلاح وبالتالى ضعف الدعم المقدم من الدولة للمزارعين وسياسة اللامبالاة التي تنتهجها وزارة الزراعة.

 

وغياب التعاونيات وعدم مد يد العون للنقابات الفلاحية والاتحادات وتفتت الحيازات الزراعية والتفاف المباني عليها في بعض المدن والنظرة الدونية التي ينظرها المجتمع لمهنة الفلاحة وعدم تكريم الفلاحين أسوة بالمهن الأخري وضعف تمثيل الفلاحين في المجالس النيابية.

*ولماذا لم تحتفل الدولة بعيد الفلاح؟


لم تحتفل الدولة بعيد الفلاح منذ 6 سنوات لانشغالها بالتنمية ومحاربة الإرهابيين وعدم وجود نقابة قوية تجبر الحكومة على اعتماد عيد الفلاح كعيد قومي في ظل تشتت رموز الفلاحين بين الأحزاب السياسية وعدم اتفاقهم حول صيغة محددة وجدول عمل من أجل حماية الفلاح.

*هل لا تزال معاناة الفلاح مستمرة من حيث الفقر والاحتياج المادي والإهمال الصحي وعدم حصوله على أي حقوق من الدولة؟


مشكلات الفلاحين كثيرة جدا، منها العام مثل نقص المياه وعدم وصولها لنهاية الترع منذ فترة طويلة، وهذا الأمر ينعكس بالسلب على الإنتاجية وضعف المحاصيل، خاصة أن مصر حصتها من المياه 55 مليار من النيل.

 

وهذه الاتفاقية منذ عام 1959 إلى جانب 5 مليارات من المياه الجوفية، في حين أن عدد السكان تضاعف عدة مرات، والزراعة تحتاج إلى 80 مليار مياه والمزارعون يقومون بتدوير مياه الصرف الزراعى، ونسعى إلى الرى بالغمر والرى بالتنقيط، وزراعة الصوب والمصاطب للتغلب على نقص المياه.هناك مشكلات أخرى تتمثل في ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج والتقاوى والأسمدة، والأيدى العاملة، فالتقاوى ترتفع نتيجة استيراد 98% منها، مما يضيف أعباء جديدة على الفلاح، الأمر الذي يدفعه للتقليل من المساحات المزروعة.

 

أضف إلى ذلك مشكلة تقنين الأراضي الزراعية، فالفلاحون من واضعى اليد والملاك وطرح البحر يعانون من أجل تقنين وضع الأراضي في كل المحافظات، إلى جانب ذلك هناك مشكلة التسويق، فالفلاحون يعانون في تسويق محاصيلهم، وهذا ظهر في محصول القطن، ووجود مليار قنطار من العام الماضى لم يتم بيعها، ما جعل المزارع يخضع لابتزاز التجار، وهناك مشكلات خاصة في المحافظات وخاصة الوجه البحرى التي تعانى الأراضي فيها من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، مما ينذر ببوار الأراضي، خاصة القريبة من البحر بسبب ملوحتها.

*كلمة أخيرة للفلاحين؟


غالبية الفلاحين يعيشون في القرى المصرية والعزب والكفور والنجوع والتي يصل عددها إلى 4741 قرية و31 ألف عزبة وكفر ونجع ، والقرى المصرية ظلت بعيدة عن التطور والتغيير وعن اهتمام الدولة  وأهلها الأكثر فقرا واحتياجا حتى فتح هذا الملف الرئيس عبدالفتاح السيسي، و النهوض بالريف هو عين الحكمة، وقاعدة الهرم وأساس بناء الدولة.


ومساعدة أهالي الريف في تطوير منازلهم وستر عوراتهم أبلغ الأثر في قطع الطريق على مستغلي صعوبة الحياة لهؤلاء الفقراء لنشر الفتنة والأفكار الهدامة والوقيعة بين الشعب والحكومة ، وأدعو جميع المصريين للحفاظ على المكتسبات من الأمن والاستقرار والتنمية.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"


الجريدة الرسمية