رئيس التحرير
عصام كامل

ادخلوها آمنين


مصرنا الحبيبة دائماً ينظر لها العالم كله، ودائماً هى مسرح للأحداث المثيرة وذلك لقيمتها الحضارية ومكانتها السياسية والإقليمية وموقعها الجغرافى التى تحسد عليه مما يجعلها مطمعاً للكثير وهذه هى مصر الذى ذكرت فى القرآن وحفظها الله من كل شر( ادخلوها آمنين) رغم كل الأحداث التى تمر بها مصر الآن .



ادخلوها حتى لما تلاقوا وطن غالى يتصارع عليه أبناؤه مثل الأحفاد الذين يتصارعون على ميراث أجدادهم، بدلاً من المحافظة عليه وتنميته والاستفادة من خيراته ولما تلاقوا وطن جيشه ودرعه الواقى يتعرض لمحاولات التخوين والتشويه والسباب مما يجعل أبطاله يتحسرون على هذا الوطن والمواطنين ولما تلاقوا شعب مُقسم ما بين تيارات وجماعات وطوائف وأحزاب وائتلافات وحركات وجبهات.

لما تلاقوا موظفين وعمال ودكاترة ومدرسين وسائقين وقضاة وعمال موانئ ومطارات أصبحوا أساتذة فى عمل الإضرابات والاعتصامات والوقفات والمطالب الفئوية، لما تلاقوا فتوى بأن موظف الحكومة يستحق الزكاة وناس عندها مليارات لا تُعد ولا تُحصى وناس عايشة تحت الأرض وفى المقابر ووسط البرك والمُستنقعات ومقالب الزبالة والعشوائيات وناس بتكمل عشاها نوم وناس بتجيب عشاها بالطيارة.

لما تلاقوا محاكم تُغلق بالجنازير ومنع القضاة من دخولها والمستشفيات يُعتدى عليها وطريق مقطوع بالساعات وسكك حديدية معطلة ومترو أنفاق يُقذف بالحجارة، ولما تلاقوا بلد تاهت فيه الأخلاق وتصاعدت فيه شدة الانقسامات وحدة التوتر وبلطجة وقتل وخطف فى عز الظهر، لما تلاقى دولة وهبها المولى عز وجل نهر نيل به المياة العذبة وسد عالى وبحيرات تساعد على زيادة الرقعة الزراعية بدلاً من تناقصها المستمر وناس لا يُقدرون نعمة المياة.

لما تلاقى دولة متسرعة فى فرض الضرائب وإصدار القرارات والعودة والرجوع فيها بسرعة البرق وتمارس سياستها مع الشعب بطريقة اختبار البالونات مما يدل على تخبط جهة إصدار القرارات والقوانين، وأخيراً أكيد انتوا عرفتوا ليه أنا قلت ادخلوها آمنين لأنها محفوظة من الله مش من البنى آدمين.

 

الجريدة الرسمية