هل الأرباح من دفتر التوفير حرام أم حلال ؟... مفتى الجمهورية السابق يجيب
يستثمر البعض أموالهم بوضع مبلغ من المال بمكتب توفير البريد وهذا المكتب يعطى ربحا على هذا المال ..فهل هذا الربح حلالا ام حراما وهل يمكن دفع مبلغ الزكاة من هذه الارباح ام دفعها من أصل المبلغ علما بان الفائدة منخفضة .؟
يجيب الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق فيقول :
اختلف الفقهاء منذ ظهور البنوك فى العصر الحديث فى تصوير شأنها وفقا لاختلاف أهل القانون والاقتصاد فى ذلك التصوير فيما اذا كانت العلاقة بين العملاء والبنك هى علاقة القرض كما ذهب اليه القانونيين او هى علاقة الاستثمار كما ذهب اليه الاقتصاديين
والاختلاف فى التصوير بنى علىه اختلاف فى تكييف الواقعة حيث ان من كيفه قرضا عده عقد قرض جر نفعا فكان الحكم بناء على ذلك انه من الربا المحرم
ثم اختلفت الفتوى فرأى بعضهم ان هذا من قبيل الضرورات التى يجوز للمسلم عند الاضطرار اليها ان يفعلها بناء على قاعدة الضرورات تبيح المحظورات أخذ من عموم قوله تعالى (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه ) البقرة 173
ورأى بعضهم انه ليس من باب الضرورة حيث ان الضرورة تعرف شرعا بأنها مالم يتناولها الانسان هلك أو قرب على الهلاك ,,وبعض هؤلاء رأى الجوازمن قاعدة الحاجة تنزل منزلةالضرورة عامة كانت ام خاصة .
ومن سلك فى التكييف مسلك الاستثمار فبعضهم عدها من قبيل المضاربة الفاسدة التى يمكن ان تصحح بإجازة ن وبعضهم ذهب الى انها معاملة جديدة وعقد بيع غير مسمى فى الفقه الاسلامى الموروث فاجتهد فيه اجتهادا جديدا
والواقع ان الخلاف قد وقع فى تصور مسالة التعامل فى البنوك ومع البنوك وفى تكييفها وفى الافتاء بشأنها والقواعد المقررة شرعا .:
مفتي الجمهورية ينعى استشهاد ضابطين خلال عمليات سيناء 2018
وبناء عليه فإنه يجب على كل مسلم ان يدرك ان الربا قد حرمه الله سبحانه وتعالى وانه متفق على حرمته ويجب ان يدرك ان اعمال البنوك اختلف فى تصويرها وتكييفها والحكم عليها والافتاء بشأنها وانه يجب عليه ان يدرك ان الخروج من الخلاف مستحب ومع ذلك فله ان يقلد من أجاز ولا حرمةعليه حينئذ فى التعامل مع البنك بكافة صوره أخذا وإعطاءا وعملا وتعاملا ونحوها .
ولا مانع من ان يخرج زكاة ماله من فوائد هذا المال أو من أى مبلغ تملكه .