أسبوع حبس وغرامة 50 قرشا عقوبة التحرش عام 1954
زادت الشكوى وانتشرت ظاهرة التحرش بالفتيات والسيدات حتى فى الطريق العام ، وهو شكل من أشكال العنف الجنسى وتشكل انتهاكا لحقوق الإنسان ، والتى تحاول الدولة قدر ما نستطيع الحد منها عن طريق حملات التوعية وسن تشريعات وقوانين رادعة، موجودة فى مجتمعنا منذ فترة طويلة، ولكنها أخذت أشكالا وطرقا مختلفة فى العقود الأخيرة.، والتحرش ليس ظاهرة جديدة فهى ظاهرة جديدة قديمة لكنها تفشت وانتشرت بعد زيادة عدد السكان .
فتلك الظاهرة التى بدأت في الثلاثينات وكانت تحمل قمة التجاوز فى هذه الفترة تحدث عنها الكاتب الصحفى فكرى أباظة عام 1932 عنها بجملة قال فيها "إن الشاب الصفيق من هؤلاء يتعمد الوقوف على رصيف محطة الترام من المكان المخصص لركوب السيدات، وعندما يجد سيدة تقف بمفردها، يقترب منها بمنتهى البجاحة ويقول لها دون سابق معرفة ،بنسوار ياهانم!"لتبدأ بعدها الرزالة والمعاكسة دون حياء او خجل .
تلك العبارة تُظهر مدى التطور الذى حصل فى هذه الظاهرة، ولو أن الكاتب الكبير فكرى أباظة كان حياً ويتجول فى الشارع حالياً لأصيب بالصدمة والدهشة من شكل التعامل مع المرأة بوجه عام واكتشف أن ما كان يحدث فى الفترة التى كتب فيها هذه الجملة " بنسوار ياهانم "رقيا وليس تحرشا.
واكدت مجلة التحرير عام 1954 وجود ظاهرة التحرش الجنسى فى الثلاثينات والاربعينات حيث قالت المجلة ان التحرش نوعان وهو التحرش الجسدى وهو أخطر انواع التحرش ، وتحرش لفظى وهو الاقل نسبيا ، كما ان ظاهرة التحرش ليست وليدة اليوم او الامس لكنها ظاهرة ممتد جذورها عبر سنوات ترجع الى بدايات القرن التاسع عشر وزادت الظاهرة فى اوائل الخمسينات وكتبت عنها الصحف كثيرا وظهرت الرسوم الكاريكاتيرية التى تستنكر التحرش فى إطار كوميدى خفيف .
الإدارية العليا تفصل معلما ثانويا تحرش بطالبات مدرسة بشبرا
الا انه لم تكن هناك رقابة قانونية صارمة عليها سوى فى الخمسينات وبالتحديد فى 6 يوليو 1954 حيث أصدرت حكومة الثورة قانونا يعاقب من يعاكس سيدة او فتاة فى الطريق بالحبس سبعة ايام وغرامة خمسين قرشا باعتبار هذا الحكم سابقة اولى ، ونص القانون على انه اذا تكرر ارتكابه هذه الجريمة كان الحكم بالسجن ستة اشهر مع تغريم مرتكبها خمسون جنيها .
وظل القانون ساريا الى ان اهملت الدولة تطبيقه وتفشت الظاهرة الان .