رئيس التحرير
عصام كامل

والده يجمع القمامة.. القصة الكاملة للطفل ضحية التنمر بالمنوفية

الطفل ضحية التنمر
الطفل ضحية التنمر

قلوب في قسوتها أشد من الحجارة، امتلأت بالاستعلاء والتكبر ومعاملة الآخرين بدونية، لا يدركون للرحمة سبيلا أو للإنسانية معنى، ضلوا الطريق وأصبحت أياديهم ملطخة بالدماء.

 

محمد أحمد عبد العظيم طفل لا ذنب له سوى أن والده يجمع "الكراتين" من صناديق القمامة بمدينة السادات في محافظة المنوفية، ليوفر لصغاره الأربعة قوت يومهم، يجوب الشوارع يوميا من أجل لقمة العيش، لا يرتكن على مساعدات أو إرث تركه له أبواه.

 

طال نجله التلميذ في الصف الثالث الابتدائي من التنمر ما طاله حتى وصل الأمر بأطفال من سنه أن يلقوه في صندوق جمع القمامة مرددين "يا ابن بتاع الزبالة"، لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك.

 

وقبل أيام طلب "محمد" ١٠ سنوات من والدته جنيها ليشترى به حلوى، أعطته والدته ما يريد وخرج الطفل بعد تنبيه والدته له بالعودة سريعا لعلمها المسبق بتنمر الأطفال عليه.

 

تأخر الطفل قليلا لترسل والدته "فاطمة" شقيقته تبحث عنه لتجده يجرى والنيران مشتعلة فى جسده لتعود مسرعة تصرخ لوالدتها مما أصاب أخاها، ظل الطفل يجرى في الشارع والنيران تلتهم جسده النحيل حتى بلغت نسبة الحروق 60%، ليراه أحد الأهالى أثناء وقوفه بالطابق الثانى من منزله ليقفز في اتجاهه محاولا إطفاء النيران، و تمكن الشاب من إنقاذ الطفل ونقله إلى مستشفى السادات ومنها إلى قسم الحروق بالمستشفى الجامعى بشبين الكوم، مغلوبا على أمره، شاكيا لربه هول ما رآه.

 

وأخبر الطفل والدته ما حدث بعد أن أشعل 3 أطفال النيران في طبق بواسطة مادة البنزين ثم قاموا بإلقائها على الطفل ولاذوا بالفرار عقب ذلك، وخضع الطفل لعدة عمليات جراحية تنوعت ما بين "ترقيع للجلد و تنظيف و كحت"، تبرع فى إحداها والد الطفل بجلده، وتبعه عمه في عملية أخرى بنفس الفعل.

 

ونقلت سيارة أجرة عددا كبيرا من أبناء مدينة السادات ليتبرعوا بالدم للطفل بعد استغاثات كثيرة من أسرته بخطورة وضعه الصحى والاحتياج لمتبرعين بالدم،  لم ينس الطفل ما فعله به الأطفال حتى وهو تحت تأثير البنج، وظل يصرخ ويردد "طلعونى من الصندوق" في إشارة لإلقاء الأطفال به فى صندوق القمامة بسبب عمل والده.

 

"ياماما متسبيش حقي وأنا لو مت دورى عليهم" جملة يرددها الطفل لوالدته دائما قاصدا معاقبة من أشعلوا به النيران بأياد لا تعرف للرحمة سبيلا أو للإنسانية معنى، وناشدت والدة الطفل الجهات المسئولة عبر "فيتو" لمحاسبة من فعل ذلك بنجلها الوحيد على 3 بنات، لإرساء قيم العدل في المجتمع.

الجريدة الرسمية