رئيس التحرير
عصام كامل

تصعيد إبراهيم منير يضرب الجماعة في مقتل .. الإخوان تعين "عدو المعارضة " مرشدًا جديدًا .. ‏وتليمة: حضروا العفريت ولن يستطيعوا صرفه ‏

إبراهيم منير
إبراهيم منير


على مدار الـ 24 ساعة الماضية، وجماعة الإخوان الإرهابية، تشهد أزمة كبرى، بعد اختيار إبراهيم منير، الرجل ‏الحديدي في التنظيم الدولي، للجلوس على مقعد المرشد الشاغر في الجماعة بعد اعتقال محمود عزت، ويتصاعد الغليان بشدة بسبب رفض كل الحلول الوسط لاختيار شخصية آخرى، ولاسيما ان منير هو ‏العدو الأول للمعارضة وجيل الشباب داخل صفوف التنظيم.‏

 

تبريد الاحتقان 


بحسب المصادر، يسعى منير لتبريد الاحتقان بتسمية لجنة إدارية عليا جديدة لقيادة الجماعة، يُرضى فيها الجميع "موالاة ومعارضة" ولهذا عُلق منصب الأمين العام رسميًا، والذي كان يشغله القيادي التاريخي محمود حسين، ليدخل الرجل ضمن حسبة جديدة لإدارة الجماعة، ولكن حتى الآن لم تتضح الرؤية في كيفية اختيار أشخاص محسوبة على المعارضة، التي تفنن "منير" في التنكيل بها على مدار السنوات الماضية. 


يرفض شباب الجماعة المرشد الجديد، يرغبون في رحيله بأي طريقة وعدم المشاركة في المستقبل، وخاصة ‏انهم يعرفون موقفه من أي تصور مؤسسي لإدارة الجماعة بما يسمح بتمرير أفكار آخرى تخرجها من عنق الزجاجة، وسبق له أن ‏عبر عن ذلك بوضوح عند سؤاله عن كيفية إدارة انتخابات للاخوان وقال: "من حقنا ألا نقول متى وأين ‏وكيف".‏


خليفة سيد قطب


ينتمي المرشد الجديد إلى أخطر جيل في تاريخ الجماعة، وهو تنظيم 65 المحسوب على سيد قطب ‏وأفكاره التكفيرية، سجن إبراهيم منير في نفس القضية، وأدين فيها وحكم عليه بالأشغال الشاقة لـ 10 سنوات.

 

من أهم سمات هذا ‏الجيل، إخلاصه الشديد للعمل السري، وعدم إيمانه بالديمقراطية، ولهذا تعرف جبهة المعارضة جيدا أن «منير» لن ينتهز الفرصة الحالية في لم شمل ما تبقى من ‏الجماعة وتعديل مسارها، ونقل قيادتها من جيل أدمن المحن والصدام، الى جيل آخر، يريد الوصول إلى ‏صيغة جديدة تمكنه من التعايش والتواصل مع المجتمع، على حد تعبير محي عيسى، القيادي المعارض ‏بالجماعة.  ‏

 

بحسب المصادر ضغط الشباب خلال الساعات الماضية بقوة لتولية حلمي الجزار، القيادي المقيم في تركيا منصب المرشد، يستندون إلى دعم الجزار الكبير ‏من كل الجبهات داخل التنظيم، ولاسيما أن البعض يربط بينه وبين سمات شخصية عمر التلمساني، المرشد الثالث للإخوان، والذي نجح في قيادة الجماعة بعد خروج أعضائها من سجون الناصرية في عهد السادات، ليعيد إنتاج التنظيم مرة آخرى، وهو ما حدث بالفعل. 

يضع البعض على "الجزار" مسئولية حلحلة أزمة الجماعة، وإيجاد صيغة مقبولة ‏لإخراجها من عنق الزجاجة سواء بحل التنظيم نهائيا، أو الإعلان عن ترتيبات مختلفة للتعامل مع أزماتها ‏الحالية. 


عن الاختيار الجديد يقول عصام تليمة، القيادي بجبهة المعارضة: الجماعة يقودها إناس يبحثون عن الخلاف بأي شكل، والخسارة التي تكبدتها الإخوان في ظل هذه القيادة على مستوى "العلاقات، الدول، الأفكار، التعاطف الدولي والشعبي" يكشف ‏عن حجم الكارثة.‏


يختتم تليمة قائلا: الخلاف الذي يدور داخل الجماعة الآن على القيادة وصلاحياتها، أفرز ما سمي بالجبهة التاريخية، وجبهة الشباب ‏وكل منهما ضد الآخر، مؤكدا أن الإخوان أصبحت تعيش حال "من يستطيع إحضار العفريت ولكنه لن يقدر على صرفه"، على حد قوله.   ‏


الجريدة الرسمية