رئيس التحرير
عصام كامل

فنان الشعب يرفض الغناء فى حضرة الملك فؤاد

سيد درويش
سيد درويش

نشرت مجلة "الجيل " عام 1953 موضوعا تحت عنوان (سيد درويش العظيم فى ذكرى رحيله ) قالت فيه: ما أكثر ما كتب عن سيد درويش وما أكثر ما يكتب عنه شأن كل الخالدين واصحاب الرسالات الفنية او العلمية ومن سبقوا أزمانهم وقدموا لأممهم زادا روحيا لا يفنيه مرور الزمن.

 

كان سيد درويش صاحب رسالة هامة هي ان الفن ينبع من الشعب ويصدر الى الشعب ، قدم فنا موسيقيا لا يجارى الفن السائد فى عصره ، قدم زادا لا ينضب فقد عاشت موسيقاه الى يومنا هذا بالرغم من رحيل صاحبها منذ زمن .


وكانت ثورة سيد درويش الأولى على الاغنية التي كانت حبيسة القصور كى تخرج الى الشارع المصرى لتختلط بالتراب وعرق الكادحين ، فحمل بداخله منذ صباه ثورة التغيير فى الموسيقى الشرقية لهدف واحد ان يغنى كل الناس بكافة طوائفهم لحنا واحدا .


وكتب عن سيد درويش كل شئ عن حياته وعن نسائه وعلاقاته ولكن لم يكتب عن قضيته مع القصر .


فحين دعي بعض الموسيقيين من معهد فؤاد الاول للموسيقى (نادى الموسيقى الشرقية ) لإحياء حفلة ساهرة فى قصر عابدين بمناسبة ملكية يشرفها الملك فؤاد والحاشية .فكر البعض فى ان احسن من يضع الاناشيد الوطنية والحماسية بشهادة الجميع هو سيد درويش . الا ان سيد درويش اعتذر عن إحياء الحفل بسبب سوء تفاهم قائم بينه وبين القصر نظرا لتأييده سعد زغلول وأيضا لضيق الوقت .

 

نجوم الفن في ضيافة "سيد درويش" على مسرح البالون | صور


أشار عليه البعض استبدال اسم فؤاد بدلا من اسم سعد فى نشيد كان قد وضعه من قبل فى تكريم سعد زغلول .


هنا فقد سيد درويش سيطرته على اعصابه وصاح بالمتحدث قائلا : هل جننت يارجل ، اتطلب منى أن أضع اسم الشيطان فى مكان اسم الملاك ؟ 


واضاف فلتعلموا أنى موسيقى لم أخلق لتسلية الملوك والامراء وأمثالهم ، ولا للتغنى بمدحهم بحق او غير حق ..وإنما خلقت لأعبر عن هؤلاء الحفاة العراة البائسين الذين هم منى وانا منهم ، أنا موسيقى الجماهير المضطهدة ، وموسيقاى تمثل صراخهم وآمالهم وأحلامهم وآلامهم فكيف تطلبون من محامى المضطهدين ان يدافع عن الطغاة المستبدين .


الجريدة الرسمية