رئيس التحرير
عصام كامل

تقارير عبرية: في التطبيع العربي الإسرائيلي سبع فوائد.. تعاون اقتصادي ودعم لوجستي الأبرز.. وانتعاش في قطاع السياحة

نتنياهو
نتنياهو

لا شك أن التقارب الإماراتى الإسرائيلى والبحريني أيضًا أحدث صدمة عربية مدوية، لا سيما عند المهتمين بالقضية الفلسطينية، ويجعلونها شغلهم الشاغل، سواء لأسباب سياسية ووطنية ودينية، أو لأهداف برجماتية بحتة.

كما أنه لا شك أن هذا المتغير الجديد، قد تلحق به متغيرات أخرى، وقد ينضم إلى الإمارات والبحرين دول عربية أخرى. وبعيدًا عن التفاصيل التي تسكن الاتفاق الأخير، وبعيدًا عن التصريحات الوردية التي صاحبته وأعقبته، فإن هناك سؤالًا ضاعطًا يطرح نفسه بقوة وهو: ما مستقبل القضية الفلسطينية بتشابكاتها وتعقيداتها؟

وهل ينتهى النزاع العربى الإسرائيلى، حتى لو كان شكليًا، إلى غير عودة؟ وكيف سوف تتعامل الولايات المتحدة مع السلطة الفلسطينية في قادم الأيام؟ وهل يتوحد الداخل الفلسطينى، أم يظل أسيرًا للانقسام والبحث عن المصالح الشخصية؟ تساؤلات كثيرة معقدة تحتاج إجابات لا تغيب عنها الصراحة والشفافية نحاول التماسها في السطور التالية..

 

التطبيع الإماراتي الإسرائيلي

 

بعد التقارب بينهما.. ما الذي يمكن للإمارات أن تقدمه لإسرائيل وما الذي يمكن أن تقدمه إسرائيل للإمارات؟ البروفيسور الصهيوني يوسي مان، المستشرق في مركز الأبحاث الدولي وجامعة بار إيلان والمتخصص في اقتصاديات الشرق الأوسط، يرى أن الإمارات العربية المتحدة تعتبر الجسر الرئيسي والأكثر فاعلية لممارسة الأعمال التجارية مع الأسواق المهمة في دول الخليج العربي، وعلى رأسها السعودية والكويت والبحرين.

 

مضيفًا أن الإسرائيليين الذين كانوا يأملون في أن تؤدي العلاقات مع الإمارات إلى خفض أسعار الوقود في البلاد من المحتمل أن يتم خداعهم لأن سعر الوقود في إسرائيل بشكل أساسي يتأثر بسعر النفط الخام المتداول في البورصات العالمية، وبالضرائب المحلية كما يتأثر سعر البرميل في الإمارات بالتجارة الدولية، وبالتالي لا يتوقع أن يكون له تأثير على السعر بالنسبة للمستهلك الإسرائيلي.

 

وأوضح أنه في الماضي وعلى الرغم من حصول دول مثل الولايات المتحدة والصين على خصومات خاصة من دول الخليج، إلا أن هذا يرجع إلى التحالف الأمني العميق بين الطرفين، وحقيقة هذا السوق أكبر بكثير من السوق الإسرائيلي.

 

التقارير العبرية زعمت أنه في السنوات الأخيرة، كانت هناك تقارير عن علاقات بين شركات إسرائيلية ودولة الإمارات العربية، خاصة فيما يتعلق بالمسألة الأمنية.

 

تعاون لوجستي

 

ومع ذلك، بعد التطبيع، من المتوقع أن تتحسن العلاقات بشكل كبير، وإذا كانت العلاقات بين الطرفين في الماضي سرية، ورافقها الكثير من الخدمات اللوجستية لعقد مفاوضات بين الشركات، فإن العلاقات الرسمية ستجعل من السهل جدًا على الأطراف القيام بأعمال تجارية في مجالات مختلفة.

 

وتضيف أن الشاغل الأكبر لجميع دول الخليج العربي هو استقرار الأنظمة، والثمن الذي هم على استعداد لدفعه مقابل الاستقرار الأمني غير مسبوق، وقد تكون الشركات الإسرائيلية التي تركز على أنظمة الدفاع مثل القبة الحديدية والأنظمة المضادة للطائرات ذات أهمية كبيرة للإمارات والدول العربية لما يمكن أن تقدمه لهم من خدمات وهناك نقطة أخرى تركز عليها إسرائيل في إطار استغلال اتفاق التطبيع هي الأمن الغذائي الذي وصفه الإعلام العبري أنه من أكبر التحديات التي يواجهها العالم العربي.

 

ثورة الخبز

 

موضحة أنه ليس عبثًا أن أطلق على الربيع العربي اسم "ثورة الخبز"، بسبب اعتماد الدول العربية على السلع الزراعية من العالم، والارتفاع الحاد في أسعار الخبز لذا ترى أن الشركات الإسرائيلية التي تقدم حلولًا للزراعة الصحراوية، والتخزين الذكي للمنتجات الزراعية، وتحسين المنتجات الزراعية المحلية أو تدريب القوى العاملة - ستجد طلبًا كبيرًا على منتجاتها في الإمارات.

 

مشيرة إلى أنه في هذا السياق يجب التنويه إلى فشل دول الخليج العربي في إنشاء صناعة زراعية محلية، الأمر الذي أدى إلى استنزاف غير مسبوق للموارد المائية في المنطقة.

 

كما أن إسرائيل وضعت دراسات لشتى المجالات التي يمكن أن تستفيد منها من اتفاق التطبيع حتى أعمار المواطنين في الدول العربية والأمراض التي يعانون منها وعلى رأسها أمراض القلب والسكري، مشيرة إلى أن عددًا من المشكلات الصحية التي يعاني منها سكان الخليج العربي ترجع للعادات الغذائية الخاطئة وتناول الوجبات الدسمة، علمًا بأنها تضع في الحسبان أن تروج لخبرتها في هذا المجال للإماراتيين ومنها للعالم العربي، حتى الأمراض الوراثية في الإمارات تقول عنها الصحف العبرية إن حقيقة ارتباط مواطني شبه الجزيرة العربية والخليج العربي بالقبائل والزواج على أساس الانتماء القبلي أو العشائري قد خلق تحديًا للأمراض الوراثية بين سكان المنطقة.

 

وتشير التقديرات إلى أن 75 من بين ألف طفل يعانون من أمراض مختلفة ناجمة عن مشكلات وراثية لذا تسعى إسرائيل إلى أن تروج لـ الدراسات القائمة على الخبرة الإسرائيلية في هذا المجال، والتي ترى أنها ستكون ذات أهمية بالنسبة للإمارات، وبالتالي إسرائيل ستستفيد كثيرًا وستروج لكل ما في جعبتها من وسائل في إطار الدعاية الصهيونية.

 

السياحة

 

كما تضع إسرائيل بحسب الإعلام العبري خطة لإنعاش قطاع السياحة من خلال الاتفاق من منطلق أن حلم كل مواطن في الإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت وقطر هو زيارة المسجد الأقصى.

 

وأن إنشاء جسر جوي سيسهل هذه المسألة وينعش قطاع السياحة. في المقابل يؤكد الإعلام العبري أن اتفاقية التطبيع مع الإمارات تعزز مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط وتعزل السلطة الفلسطينية، وأن الولايات المتحدة تحاول بشكل مكثف تجنيد المزيد من الدول العربية للانضمام إلى عملية التطبيع مع إسرائيل بعد الإمارات.


نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية