ما موقف الرسول عليه السلام من قضايا لم ينزل بها الوحى ؟ وهل اجتهد فيها ؟
هناك بعض المسائل والأمور التى لم ينزل بها الوحى على رسول الله ويحتار الناس فى مرجعيتها والتماسها.. هل هى من اجتهاد الرسول أم من اجتهاد العلماء؟ وهل السنة النبوية تتضمن كل شيء؟
وحول هذه القضية يجيب الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر فيقول:
من الأمور البديهية والتى هى مسلمات شرعية أن الرسل عليهم السلام من مهماتهم الرئيسية إبلاغ الناس على السواء لقوله عز وجل: (يا ايها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)..
وقال: (وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى)، ومكونات الدين جاء بها وحى إلهى: القرآن الكريم والسنة النبوية.
وان كانت القضايا عقائدية أو تعبدية فلا مجال للعقل فيها، كان الرسول عليه السلام لا يجتهد برأيه بل ينتظر الوحى الإلهى، ومثال ذلك سؤال عن الساعة يوم القيامة ، فقد سئل مرة عنها فقال سبحانه وتعالى: (يسألك الناس عن الساعة قل انما علمها عند الله) الاحزاب.
كما وردت يسألونك فى مسائل عملية عن المحيض ، اليتامى ، الشهر الحرام ، الخمر ، ماذا ينفقون.. الى آخره، وكان صلى الله عليه وسلم ينتظر الوحى "قل"
أما اذا كانت القضايا تتعلق بمعاملات مبنية على مراعاة الظروف والأحوال وتجارب الأمم ومصالح الناس فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها ويقلب الرأى حتى يظهر له رأى فيها.. قال الله سبحانه وتعالى: (إنا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله) النساء.
قال النووى فى معنى قوله صلى الله عليه وسلم (هذا رأيى): أي فى أمر الدنيا ومعايشتها لا على التشريع، فأما ماقاله باجتهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورآه شرعا يجب العمل به.
أحمد كريمة عن المتوفي أثناء السجود: ليس دليلا على حسن الخاتمة | فيديو
ومن حكمة جواز الاجتهاد لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلم أصحابه على الاجتهاد من بعده لان النصوص متناهية ومحصورة، والحوادث غير متناهية ولا محصورة.
وخبر معاذ رضى الله عنه كيف تقضى إن عرض لك قضاء ؟ قال: أقضى بكتاب الله تعالى، قال: فإن لم تجد فى كتاب الله ؟قال: فبسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد فى سنة رسول الله ؟ قال: أجتهد ولا آلو.. أى لا أقصر، فقال له: الحمد لله الذى وفق رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يُرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم.