تجارب لقاح كورونا.. 135 لقاحا في مرحلة التجارب السريرية بمصر.. بخاخة الأنف الصينية توفر حماية مزدوجة.. وشكوك طبية حول التطعيم الروسي
بدأت معظم دول العالم التجارب السريرية للقاح فيروس كورونا، للتعرف على مدى فاعليته والآثار الجانبية له، استعدادا للموجة الثانية المتوقع أن تضرب العالم خلال الشهور القليلة المقبلة.. في هذا التقرير سيتم استعراض ما توصلت إليه بعض دول العالم في التجارب السريرية.
135 لقاحا في مصر
في مصر دخل 135 لقاحا مرحلة التجارب السريرية، منها 7 وصلوا إلى المرحلة الثالثة، وقالت هالة زايد وزيرة الصحة في اتصال هاتفي مع عمرو أديب ببرنامج الحكاية على شاشة إم بي سي مصر: «سيتم تحليل وقياس الأجسام المضادة للمتطوعين بعد إعطائهم تطعيم أو لقاح كورونا».
وأضافت: «سيحصل المتطوع على جرعة في أعلى الذراع ويوضع تحت الملاحظة لمدة ساعة ثم يتم التواصل معه بعد 24 ساعة للاطمئنان على صحته، وما إذا كان يعاني من آثار جانبية وبعد 21 يوما يحصل على جرعة ثانية، وبعدها يتم تحليل الأجسام المضادة ومناعة الجسم في مواجهة الفيروس»، مؤكدة أن فاعلية المصل أو اللقاح لا تقل عن 6 أشهر ولا توجد مدة محددة في الوقاية من الإصابة من الفيروس.
وأكدت أن المتطوعين لن يحصلوا على أي مقابل مادي بعد تجربة لقاح كورونا عليهم، مشيرة إلى أن مصر استلمت 6 آلاف جرعة من اللقاحين الصينيين، لافتة إلى أنها ترغب في تجربة اللقاح الصيني عليها كما تلقت اتصالات عديدة من عدد من الشخصيات المهمة الذين طلبوا أيضًا تجربة اللقاح عليهم، معقبة: «طالما الصحة جيدة والتحاليل تدل على أن الحالة جيدة قد تكون الآثار الجانبية للقاح ارتفاع بسيط في درجات الحرارة وهو ما حدث مع أحد المتطوعين بلقاح جامعة أوكسفورد».
بخاخة الصين
في الصين، بدأت تجارب أول لقاح لفيروس كورونا ويؤخذ على شكل بخاخ بالأنف، وكشف الباحثين أن التطعيم الأنفى قد يوفر حماية مزدوجة ضد فيروسات الإنفلونزا وفيروس كورونا، وتم تطوير اللقاح بشكل مشترك من قبل باحثين من جامعة هونج كونج، وجامعة Xiamen ، وذكرت وسائل الإعلام الصينية أنه اللقاح الوحيد من نوعه الذي وافقت عليه إدارة المنتجات الطبية الصينية.
وعن طريقة عمل بخاخة الأنف، يقول الباحثون أن اللقاح يحفز مسار العدوى الطبيعي لفيروسات الجهاز التنفسي لتنشيط الاستجابة المناعية، مضيفين أن التطعيم برذاذ الأنف، يمكن أن يوفر حماية مزدوجة ضد الإنفلونزا، وفيروس كورونا الجديد، إذا كان يحتوي أيضًا على فيروسات الإنفلونزا بما في ذلك H1N1 و H3N2 و B.
وفقًا للباحثين، فإن التطعيم برذاذ الأنف أسهل في الإدارة والإنتاج والتوزيع مقارنة بالحقن، وذلك لأن التطعيم برذاذ الأنف يعتمد على تقنية إنتاج لقاح الإنفلونزا، أي إنه يستخدم لقاح الإنفلونزا الحي الضعيف، تستخدم الصين أيضًا 4 تقنيات أخرى لتطوير لقاحات فيروس كورونا، بما في ذلك اللقاحات المعطلة، واللقاحات القائمة على ناقلات الفيروس الغدي، ولقاحات DNA و mRNA.
روسيا
أما روسيا، فقد توجهت للبدء في مرحلة جديدة من التجارب السريرية للقاح "سبوتنيك-5" المضاد لفيروس كورونا المستجد، وستشمل أكثر من 40 ألف شخص في موسكو.
وحصل اللقاح الذي وافقت عليه روسيا، على إشادة بأنه آمن وفعال من السلطات وعلماء روس، في أعقاب شهرين من تجارب بشرية على نطاق صغير، لم يتم حتى الآن الإعلان عن نتائجها.
بينما شكك خبراء غربيون في مجال الصحة العامة من سلامة اللقاح محذرين من إنتاج كميات ضخمة قبل إكمال التجارب على نطاق واسع، كما استقال الطبيب ألكسندر تشوتشالين رئيس مجلس الأخلاقيات في وزارة الصحة الروسية، بعدما قال إن هناك انتهاكات واسعة لأخلاقيات الطب خلال إقرار الدواء.
كما أظهر استطلاع للرأي أن أكثر من نصف الأطباء الروس ليسوا راغبين في التعامل مع لقاح فيروس كورونا، الذي أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وقال 52% من الأطباء إنهم لن يأخذوا اللقاح الجديد أي أنهم يرفضون تطعيمهم به، وأشار 66% منهم إلى قلة المعلومات التي تثبت فعاليته، لكن الحكومة الروسية وعلى رأسها بوتين، أكدت أن اللقاح مر بكل الخطوات اللازمة، وقال الرئيس الروسي إنه جرّب المصل على إحدى بناته.
السعودية
أيضا أكدت وزارة الصحة السعودية أنها تواصل جهودها للبحث عن اللقاح الفاعل، بدعم غير محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وذلك في إطار اتفاقية التعاون بين المملكة والصين تشمل تنفيذ تجارب سريرية في هذا المجال.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، أوضحت وزارة الصحة أنه جار حالياً وضع خطة عمل لتنفيذ تجربة سريرية في المرحلة الثالثة للقاح ضد فيروس كورونا بالتعاون مع شركة كان سينوا الصينية والتي تمكنت من تطوير لقاح ضد الفيروس، حيث نفذت تجارب للمرحلة الأولى والثانية في الصين.
وشملت المرحلة الأولى من الدراسة تجربة لقاح a recombinant adenovirus type-5 vectored COVID-19 vaccine على 108متطوعين في الصين خلال الفترة الزمنية من 16 وحتى 27 مارس 2020 تضمنت ثلاث جرعات مختلفة (منخفضة ومتوسطة وعالية)، كما شملت المرحلة الثانية من الدراسة تجربة اللقاح على 603 متطوعين في الصين وذلك خلال الفترة الزمنية من 11 وحتى 16 أبريل 2020 وتضمنت جرعتين مختلفتين (منخفضة ومتوسطة).
أظهرت هاتان المرحلتان فاعلية عالية للقاح مع ظهور أجسام مضادة للفيروس ببلازما المتطوعين، واستجابة مناعية جيدة، في حين كانت الأعراض الجانبية قليلة وخصوصاً مع جرعات اللقاح المنخفضة، وقد جرى نشر نتائج الدراستين في مجلة "ذي لانست" العلمية المحكمة.