مليونية لا للعنف نعم لتهديد المعارضة
لا أحد فى مصر المحروسة يريد العنف والإرهاب والدماء كما يتم حاليا، عكس الحقائق وإشاعة حالة من الإرهاب والتخوين والتشكيك فى معارضى الرئيس مرسي، فمصر وطن للجميع نحيا فيه ونعيش على أرضه ولن تكون مصر حكرا على فصيل واحد أو يتم إقصاء الجميع لصالح تيار معين، ولكن هل ما حدث فى مليونية مؤيدى الرئيس ولن أقول مثلما يقول البعض الإسلاميون، فكلنا مسلمون والرئيس مرسي شخص عادى مدنى ولا يمتلك الإسلام ولا هو المتحدث الرسمى باسمه، ولا يمتلك مشروعا إسلاميا، هو فقط من تيار يقول عن نفسه الإسلام السياسي ولكن الواقع يقول إن الإسلام بريء منهم، فلم ينصروا شريعته ولم يحكموا بما أنزل الله، فهم مجرد أسماء بلا مضمون ولا جوهر والأهم فى مليونيتهم لدعم وتأييد الرئيس المسماة بلا للعنف شاهدنا العجب، سب وقذف وتهديد وكذب وبعض العقلاء منهم حاولوا تدارك الأمر ببيان غير واضح المعالم سوى أنه يقول لا للعنف الأهم، هل يجوز سب وقذف وتهديد المعارضة وفى النهاية نقول لا للعنف؟
شهدت المليونية مجموعة كبيرة من الخطب والشعارات أغلبها كان بلهجة حادة فيها تهديد وإرهاب لمعارضى الرئيس مرسي مثل ما قال طارق الزمر القيادي بالجماعات الإسلامية: إن يوم 30 يونيو سيكون الهزيمة النهائية للعلمانية، كما هزموا وقهروا عند قصر الاتحادية، مشيرا إلى أنه في هذا اليوم ستعلن الخلافة الإسلامية فهل هذا الرجل يعقل ما يقول فهو يورط نفسه فى الاعتداءات على معتصمى الاتحادية وسحقهم ومجرد ذكر الهزيمة تعنى أننا فى معركة بها طرفان أحدهما سيسحق الآخر .
وأخطر التصريحات فى مرحلة إعداد هذه المليونية هو ما ذكره القيادى بالجماعة الإسلامية عاصم عبد الماجد بشأن أن قتلاهم فى الجنة وقتلانا فى النار، وكأنه يقسم الشعب بين قسم فى الجنة يمثله الإسلاميون وقسم فى النار ويمثله المعارضة، والأهم هل يملك تقسيم المصريين وهل يملك توزيع صكوك الإيمان والكفر والجنة والنار!!
ونأتى إلى تصريحات القيادى بالتيار الإسلامى عبد الرحمن عز عندما قال هما عصابة وإحنا الشعب.. فهو يرى أن مؤيدى الرئيس هم الشعب ومعارضيه عصابة كبرى تتستر تحت ستار المعارضة، فهل مثل هذه التصريحات تدعو إلى العنف أم تدعو للسلمية وتسير فى إطار المصالحة الوطنية وإعادة بناء الدولة المصرية!
أبرز المشاهد السلبية فى هذه المليونية هو الهجوم الواضح ضد مشيخة الأزهر والكنيسة المصرية على لسان الداعية صفوت حجازي بقوله: «فتواك باطلة يا فضيلة الإمام»، في إشارة منه لبيانه الذي يشير خلاله إلى جواز التظاهر ضد «ولي الأمر» كما وجّه «حجازي» رسالته إلى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قائلاً: «البابا شنودة وقت الثورة كان يقول التظاهر غير صحيح، ومرسي هو رئيسك يا تواضروس ورئيس كل المصريين».
وأثناء تظاهر عدد من القوى الإسلامية فى مليونية "لا للعنف" ظهرت لافتات ضد رموز المعارضة والمشاهير من الإعلاميين مكتوب عليها، "يارب انزل غضبك على هؤلاء وأمرضهم مرض شارون"، وأخرى مكتوب عليها "إعلام المارينز الفتنة أشد من القتل" و"تمرد تلعب على دماء المصريين".
ما دعا إليه قيادات تيارات الإسلام السياسي من على منصة رابعة العدوية من تهديد القوى السياسية يتناقض مع مسميات مليونيتهم أو تظاهراتهم "لا للعنف" ويسير فى الاتجاه المعاكس ويساهم فى مزيد من الاحتقان السياسي بين جميع الأطراف وينذر بمزيد من الانقسام والتشكيك والتخوين.
dreemstars@gmail.com