رئيس التحرير
عصام كامل

انقلاب «الأوقاف» على أئمة «الدراسات العليا».. الوزارة ترفض شهادة الدبلومات بعد اكتشاف وقائع «تزوير».. و«جمعة» يفتح تحقيقا

محمد مختار جمعة
محمد مختار جمعة

حالة من الاستياء سادت بين أئمة وزارة الأوقاف، وتحديدًا الذين تقدموا للحصول على دبلومة من المعهد العالي للدراسات الإسلامية، استعدادا لاستكمال الدراسات العليا، وذلك بعدما أبرم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف بروتوكول تعاون مع المعهد لدعم البحث العلمي وتثقيف الأئمة، حيث بدأت الوزارة بـ 100 منحة مجانية للأئمة الذين نجحوا في دورة الإمام المتميز في 2018.

 

انقلاب الأوقاف 

 

وخلال الأيام الماضية فوجئ عدد كبير من الأئمة الذين تقدموا للحصول على الدبلومه من المعهد، برفض وزارة الأوقاف الاعتراف بالشهادة التي حصلوا عليها؛ وطالبت الوزارة المديريات فحص الشهادات قبل الاعتراف بها، وهو ما اعتبره البعض بمثابة تطور مفاجئ من جانب الوزارة التي كانت تدعم الدراسة في المعهد، ووفرت 100 منحة مجانية و100 منحة إضافية بخصم 50% بإجمالي تكلفة 400 جنيه.

 

وفى هذا السياق قال الشيخ عبده، إمام بـ«أوقاف البحيرة»: قبل شهرين كانت الوزارة تأخذ الشهادات وتدخل في لجنة شهر مارس أو نوفمبر ويتم اعتمادها، حتى فوجئنا بهم داخل الديوان العام يقولون لا يوجد تقديم للشهادات في الوزارة، ولا بد من التقديم في المديرية أولا، والوزارة أصبحت لا تشجع الأئمة على استكمال الدراسات العليا، وخاصة في ظل توجهات الدولة بدراسة العلوم الإنسانية.

 

ولهذا أرى أنه من الواجب على قيادات الوزارة التواصل مع إدارة المعهد العالي للدراسات الإسلامية للتأكد من صحة الأسماء التي حصلت على الدبلومة.

 

وأضاف: الشهادة التي حصلنا عليها من المعهد معتمدة وعليها ختم التعليم العالي وختم النسر، ونريد من الوزارة أن تشجع الأئمة على التطوير المستمر بدلا من الجفاء والإحباط الذي نراه في كل تعاملاتنا.

 

وقائع تزوير 

 

وفي سياق متصل، طالب الشيخ «خالد.م» من أئمة الأوقاف، بتعامل الوزارة مباشرة مع المعهد، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن «الأئمة الذين حصلوا على الدبلومة خلال السنوات الماضية قدموها مباشرة إلى إدارة شئون العاملين دون الرجوع إلى المديريات.

 

وحينما سألنا عن سبب التعنت قالوا لنا في الوزارة : يوجد شهادات مزورة، وحينما قدمنا الشهادات الخاصة بنا في شهر يناير الماضي جاء الرد في يوليو، والموظف طلب منا إفادة ثانية من المعهد؛ وبدوره رفض الموظف الموجود بالمعهد وقال نريد مخاطبة رسمية من الوزارة أو المديرية عن طريق البريد، والمشكلة ستصبح أكثر تعقيدًا وتحتاج المزيد من الوقت".

 

وعن مزايا الحصول على دبلومة المعهد أجاب: لا يشترط علينا الحضور ونذهب فقط في الامتحانات وهو ما يتيح لنا مواصلة العمل في المساجد، والحصول على الامتيازات المالية التي تخصصها الوزارة للحاصلين على الدبلومات أو حملة الماجستير والدكتوراه، وهو نهج سليم نحاول أن نجتهد لنطور من أنفسنا ونسير على خطى التجديد».

 

تعنت 

 

أما الشيخ محمد، إمام وخطيب بـ«أوقاف أسيوط» فأكد أن الوزارة تتعامل بتعنت كبير مع أئمة الدراسات العليا، مشيرًا إلى وجود ما يزيد على 400 إمام في شعبة الشريعة فقط يعانون من نفس الأزمة متابعًا: "يوجد أئمة بأسيوط حصلوا على الدبلومة في نفس العام، وقدموها في الوزارة وصرفوا حافز 7% من الأجر الوظيفي أو الفعلي وتعادل 140 جنيهًا.

 

وكشف إمام «أوقاف أسيوط» عن وجود ارتباك كبير في إدارة شئون العاملين بالوزارة، قائلا: «المديريات كلها أخطاء وشئون العاملين بالوزارة تخشى من تحمل تلك التبعات، وهو ما يعرض الأئمة للوقوع في مشكلات كبيرة لا حل لها ولا ذنب لنا فيها». على الجانب الآخر كشف مصدر مطلع بوزارة الأوقاف، أن الوزارة ترفض الحصول على شهادات الدبلومات بعد وقائع تزوير حدثت في مديرية أوقاف الجيزة، أثناء تقديم حملة الماجستير والدكتوراه شهادات الحصول على حافز الإثابة الجديد، مشيرًا إلى تقديم شهادات ماجستير لا أصل لها من الصحة ولا أساس لها بالجهة التي نسب إليها.

 

وهو ما دفع وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، لإحالة المخالفين للنيابة الإدارية، والتأكد من جميع الشهادات التي قدمها الأئمة وإحالة من يثبت تورطه في تلك الشهادات المزورة للتحقيق.

 

نقلًا عن العدد الورقي...،

الجريدة الرسمية