بليغ حمدي.. الموسيقار المُجدد
27 عاما مرت على رحيل موسيقار التجديد بليغ حمدى، الذى قدم مايزيد على 1500 لحنا من كافة الاشكال والقوالب الموسيقية من أغنيات عامية وقصائد وأوبريتات وموسيقى تصويرية للأفلام والمسرحيات ليكتب اسمه فى تاريخ الفن المصرى والعربى بحروف من نور .
فى حى شبرا بمحافظة القاهرة عام 1931 ولد عبد الحميد حمدى سعد الدين الشهير ببليغ حمدى ، والده كان استاذا بكلية العلوم وحصل على جائزة الدولة لعدة اعوام الا انه كان عاشقا للموسيقى قد أورث هذا العشق لابنه بليغ الذى اتقن العزف على العود وهو لم يتم التاسعة من عمره.
درس وهو فى المرحلة الثانوية بمدرسة عبد الحفيظ امام للموسيقى الشرقية ، واتقن الموسيقى الا ان والده رفض دراسته للموسيقى ، فالتحق بليغ بكلية الحقوق تحقيقا لرغبة والده وفى نفس الوقت درس بمعهد فؤاد الاول للموسيقي.
تعرف بليغ حمدي فى كلية الحقوق على زميلته فايدة كامل التى غنت له اغنيتين (ليه فايتنى ليه ؟) ، اغنية (ليه لأ ) .
اعتمد بلغ فى بدايته بالاذاعة كمطرب وليس كملحن وعهد اليه الشجاعى مستشار الاذاعة بأغنيات فى بعض برامج الاذاعة ، واهتم بتعليم وتثقيف نفسه موسيقيا منها دراسة الالات وايقاعاتها كما اعتمد فى خبراته الموسيقية على الموسيقى الشعبية المصرية والفولكلور المصرى ولاسيما الفولكلور الصعيدى والشامى.
توطدت علاقته بالفنان محمد فوزى الذى اعطاه فرصة التلحين لكبار المطربين من خلال شركة مصرفون التى كان يمتلكها وعلى رأسهم ليلى مراد التى كانت سببا فى تعرف بليغ على عبد الحليم حافظ حين لحن لها اغنية تخونوه ثم تنازلت عنها لعبد الحليم ليضمها لفيلم الوسادة الخالية ، مما جعل عبد الحليم يستعينبه فى اغنية (خسارة ).
ثم انتقل بليغ بعبد الحليم الى مرحلة الشعبيات فقدم "انا كل ما اقول التوبة "،سواح " ،" على حسب وداد قلبى " وغيرها ، وبعدها مرحلة الاغانى الطويلة مثل زى الهوا ، والوطنية مثل "عدى النهار " حتى ان عبد الحليم قال :بليغ هو أمل مصر فى الموسيقى .
الفرقة القومية للموسيقى تغنى من أعمال بليغ والموجى والأطرش
وكانت النقلة النوعية لبليغ مع سيدة الغناء ام كلثوم التى اختارته من بين عشرين ملحنا شابا ليكون مرحلة متطورة بعيدا عن السنباطى فقدم عام 1959 اول الحانه معها فى اغنية "حب إيه " ليبدأ معها مشوار طويل امتد حتى عام 1973 .قدمت له :أنساك ، الذى اكمل تلحينه بعد وفاة الشيخ زكريا احمد تبعه اغنيات فات الميعاد الحب كله ، الف ليلة ،بعيد عنك .
تعاون بليغ بعد ذلك مع شادية ونجاة ومحمد رشدى وصباح ووردة وميادة الحناوى ولطيفة وسميرة سعيد وعلى الحجار ومحمد منير وهانى شاكر وعفاف راضى .
اضطر بليغ الى السفر والهروب خارج البلاد لمدة اربع سنوات بعد اتهامه فى حادث انتحار الفنانة المغربية سميرة عليان عام 1984 ، وأبرئ منها عام 1989 .