فلاحو البحيرة: نعانى من ارتفاع تكلفة الفدان و ضعف العائد | صور
علي الرغم من وجود العديد من الأغاني التي تغنت بعيشة الفلاح الجميلة والطمأنينة التي يعشها وسط أرضه وزرعه إلا أن تلك الطمأنينة قد تحولت إلى كابوس مع زيادة المشاكل، ورغم تكرار نداءاتهم يظل فلاحو البحيرة يصرخون من أجل الوصول لهامش ربح يضمن لهم تلبية احتياجاتهم، يقاومون به الزيادات المضطردة والأزمات المتتالية ويحفظون أنفسهم وأبناءهم من تقلبات الزمن.
ويؤكد عاطف هيكل، مزارع ، أن أهم مشاكل الفلاح في ارتفاع تكلفة الفدان و ضعف العائد، خاصة مع الحيازات الصغير التي تعبر عن معظم الفلاحين في مصر وليس في البحيرة وحدها.
موضحاً أن هناك مجهوداً يتم على أرض الواقع من الدولة، خلال السنوات الماضيةـ كان أهمها مشاكل الري التي يتم حل أغلبها، إلا أن المشاكل المتراكمة في النواحي الأخرى أكبر بكثير وتحتاج لخطة شاملة لحماية ودعم الفلاح.
مشيراً إلى أن شيكارة السماد وصلت ٢٥٠ جنيهاً بالسوق السوداء، ضارباً مثلاً بأن سعر طن الأرز 2900 جنيهاً في حين الفدان ينتج 3.5 طن، أي ما يعادل 10 آلاف حنيه.
يتابع "ينفق عليه الفلاح ما يقارب ثمانية آلاف و400 جنيه، بداية من حرث الأرض والتقصيب ويتجاوز ألف جنيهاً و جاز و600 جنيهاً ، ثم "تلويط الارض "عبارة عن قطعة خشبية كبيرة يتم شدها علي الارض" وإيجار 20 عاملاً لوضع الشتلات بإجمالي ألف جنيهاً و 15 اّخرين التنقية مقابل 750 جنيهاً والحصاد وإضافة الي أسعار الأسمدة الكيماوية 5 شكائر مقابل 375 جنيهاً للشيكارة بما يعادل 1375 جنيهاً وارتفاع أسعار الضم وتحتاج إلى 20 من العمالة مقابل 600 جنيه، وإيجار جرار تحويل الأرز، في حين العائد 10 آلاف و 150 جنيهاً أي أن صافي الربح لا يزيد علي 1700 جنيهاً في أفضل الحالات وهو أمر مجحف للفلاح ثم يأتي أحدهم ويقول أن الفلاح غني!".
ويطالب هيكل بتوفير الأسمدة والمبيدات والتقاوي بأسعار مخفضة بالجمعيات الزراعية بدلاً من دفع الفلاح للبحث عنها في السوق السوداء، وتفعيل دور الإرشاد الزراعي ، و رفع سعر التوريد حتي يقبل الفلاح علي الزراعة.
يشير محمود عيسي، مزارع، أن ضعف الناتج من عملية الزراعة دفع شباب الفلاحين لهجرة الأرض فسائق التوك توك يتحصل علي ربح أعلي من أصحاب الأفدنة، مطالباً بإدخال اصناف جديدة تدر دخلاً للفلاح.
مؤكداً أن الوحيد الذي لا يحصل علي حقه في منطومة الزراعة هو الفلاح ، فالفلاح يكون فريسة للتاجر مطالباً وزير الزراعة بالنزول للفلاح وتقييم زراعته ليعلم أن التاجر يستنزف الفلاح لصالحه
موضحاً أن توافر احتياجات الزراعة والثروة الحيوانية في الريف ستؤدي إلى زيادة في فرص العمل ما يدفع الفلاح للتمسك بالأرض بدلاً من تحويلها لملاعب وهجرتها لتجارة اكسسوارات المحمول وشراء التوك توك.
ويضيف محمود حموده، مزارع، يؤكد أن بعض الأحيان تكون التقاوي رديئة مما يقلل الناتج من المحصول وحدثت قبل ذلك أكثر من مرة لجأ بعض الفلاحين وقتها لإطعام مواشيهم المحصول الذي تسبب في خسارتهم خسارات فادحة، بالإضافة الي تفعيل دور الإرشاد الزراعي و الزراعة التعاقدية بهامش ربح مجزي للفلاح.