د. تامر أحمد يكتب: حياتنا.. فيلم ولا مسلسل ؟!

كتير من الروايات الناجحة يتم تحويلها لأفلام أو مسلسلات.. وده بيعتمد بشكل كبير على حجم التفاصيل والمعلومات الموجودة في الرواية.

فمثلا يفضل تحويل الرواية لمسلسل لو فيها تفاصيل كتير محتاجة وقت أطول لشرحها وتوصيلها بشكل مبسط للمشاهد.. والعكس صحيح لو الرواية فيها إبهار وتفاصيل سريعة يفضل تحويلها إلى فيلم.

وفي حياتك أنت المخرج اللي بيختار يوصل رسالته إزاي للجمهور.. فيلم وللا مسلسل؟!!.

واسمح لي عزيزي القارئ أن أبدأ بقصة حقيقية حصلت بالفعل علشان أوضح فكرتي.

القصة ببساطة عن أب كان دايما يقعد مع ولاده كل أسبوع.. يوم أجازته لمدة ساعة أو اتنين، يشرح لهم خلالها كل أنواع الأخطاء اللي وقعوا فيها وإزاي يصلحوها وإيه التصرفات الصح والنصايح اللي لازم يعملوها. 

تفاصيل كتير جدا كان بيحشرها في ساعة أو اتنين علشان يحولها لفيلم.. بس بعد شوية اكتشف أن روايته (نصايحه) غير ناجحة كفيلم وأن استجابة الجمهور (ولاده) محدودة جدا.. وهنا فكر الأب يغير طريقة عرض روايته من فيلم لمسلسل، وبدأ يقعد مع ولاده كل يوم لمدة ربع ساعة.. بس يركز فيها على نقطة واحدة فقط من النقاط اللي محتاجة تتعدل والنتيجة أن نفس الرواية اللي فشلت كفيلم نجحت نجاح باهر كمسلسل والتغيير الإيجابي للأولاد كان مذهل.
الأب ماغيرش الرواية ولكنه غير طريقة عرضها من فيلم لمسلسل.

وكتير من الروايات في حياتنا ممكن تنجح لو اخترنا الطريقة المناسبة لعرضها.
فخليك مخرج شاطر واعرف تفاصيل روايتك كويس وادرس جمهورك بكل دقة وبعدها خد القرار.. روايتك تنفع تكون فيلم ولا مسلسل؟!.