رئيس التحرير
عصام كامل

الحيازات الصغيرة وعدم التسويق وقلة المعدات.. أهم مشكلات فلاحي الدقهلية

فلاح دقهلاوي
فلاح دقهلاوي

يواجه المزراعون العديد من المشكلات فى حياتهم وتجعل من الزراعة مهنة شاقة ولا تؤتى ثمارها فلا يحصل المزارع على ناتج جيد يعينه على أعباء الحياة فيتجه إلى بيع الأرض لأشخاص يقومون بتحويلها إلى قطع مجزئة تباع للبناء.

وأهم ما يواجه الفلاحين من مشكلات هى الحيازات الصغيرة ، وعدم التسويق، وقلة المعدات التي تستخدم في الزراعة كالمجففات والمفركات فضلا عن عدم تطبيق الدورة الزراعية واتباع الدورة الاسترشادية مما يعود بالخسارة علي المزارع 

فالحيازات تبدا من مساحة فدان وغير ذلك لا يعتد بها كحيازة زراعية ولا يوجد له أى دعم من أسمدة وبذور غيرها من أوجه الدعم التى تقدمها وزارة الزراعة من خلال الجمعيات و الإدارات  الزراعية.

في ظل الزيادة السكانية والحاجة إلى زيادة الرقعة الزراعية تم التعدي من قبل المزارعين على الارض الزراعية  وتضائلت الرقعة الزراعية  فى مصر حديثا على أثر البناء الذى طال كل مكان بمصر و يضطر المزراعين للبناء على الرقعة الزراعية للبحث عن مسكن لهم ولأبنائهم فى ظل تقليص حدود الإرتفاعات من قبل الدولة .

ففي الدقهلية تم التعدي على مساحة 5544 فدان بعشوائية بدون تخطيط منذ ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، و شهدت مصر إنفلاتًا غير مسبوق فى التعدى على الأراضى الزراعية، منذ ثورة يناير حتى عام 2014 كانت كفيله هذه المساحة لتوفر غذاء لأكثر من مليون شخص و تم إزالة 2905 فدان  وباقي 2638فدان و هذا اهدار لمقدرات الدولة  من تعدى على الأرض  وإزالة  واهلاك للأصول وحتى ما تم ازالته لم يدخل في الإنتاج الزراعي  بنفس كفاءته ولكن يتم ازالته حتى لا تكون بؤر للتعديات ومن ثم يتراجع نصيب الفرد من الأرض الزراعية.

وتزداد الفجوة بين السكان والأرض الزراعية اتساعاﹰ والتى تعد من أخطر المشاكل التى تتعرض لها مصر لما لها من آثار سلبية تمس مستقبل الزراعة والسكان بمصر بصفة عامة، حيث تعد الأراضى الزراعية المفقودة من أجود الأراضى الزراعية والتى تعد أكثر خصوبة من الأراضى المستصلحة , وتمثل هذه الأراضى الخصبة تحديداﹰ للحفاظ عليها وعلى الإنتاج الزراعى منها و هى أخطر معوقات التنمية الزراعية الأفقية والرأسية.

كما تظهر مشكلة تناقص نسبة العاملين بالأنشطة الزراعية مما يؤدى إلى إرتفاع أجور العاملين بالأنشطة الزراعية ,ويعد تغير التركيب المحصولى من المشكلات الهامة، حيث تناقصت نسبة بعض المحاصيل بل كادت أن تختفى   مثل محصول القطن، كما يعد ظهور المناطق العشوائية من أهم المشكلات أيضاﹰ وهو ما يعد ضغطاﹰ كبيراﹰ على الأراضى الزراعية كما ظهر الإلتحام الحضرى وإرتفاع أسعار الأراضى بالإضافة إلى مشكلات الرى والصرف ,و التلوث سواء الهوائي أو الضوضائى أو المائى.

و أصدرت الحكومة  القانون رقم  ٧ لسنة ٢٠١٧ بتجريم البناء على الارض الزراعية  وينص في المادة ١٥٦ بالحبس من سنين إلى خمس سنوات او الغرامة من مائة ألف إلى خمس ملايين مما يعد رادعا للتعدي على الارض الزراعية، فالزراعة هي مستقبل مصر، و القانون سيكون رادعا المخالفين  من خلال تغليظ العقوبة، وخصوصًا أن البعض من تجار الأراضى، قاموا بشراء أراضٍ زراعية فى قرى ونجوع مصر، وباعوها بعد تقسيمها وتبويرها.


و يقول صبرى هاشم أحد مزارعى قرية ميت الفرماوى التابعة لمركز ميت غمر فى محافظة الدقهلية إن الزراعة لم تعد تجدى نفعا، و إرتفعت تكاليف الزراعة و متطلباتها من حراثة ورى وأسمدة و مع إرتفاع أسعار المحروقات والتقاوى والبذور لا نجد نفعا من جهودنا وتعبنا والناتج لا يغطى التكاليف والمصروفات.

وتابع رجب رضوان احد مزارعي قرية كفر العنانية أن المزراعين يحتاجون إلى الدعم الكامل من الدولة و تفعيل  دور الجمعيات الزراعية في إنشاء ندوات تعليمية وتوعوية لتوعية الفلاحين في انتقاء البذور الأكثر إنتاجية والمبيدات الحشرية التي تساعد في القضاء على الآفات ولا تضر المحاصيل  والمستهلك وتحافظ على الصحة العامة للمواطنين والبيئة.
وقالت نوال عباس إحدى مزارعات قرية كفر العنانية التابعة لمركز السنبلاوين فى محافظة الدقهلية ان الزراعة أصبحت مهنة لا تجدى نفعا للفلاح " لا تثمن ولا تغنى من جوع" و زراعة الذرة جيدة نوعا ما ولكن سعراها لا ينافس الزراعة لأنواع أخىي لعدم تسويقه فضلا عن ان اسعاره الزهيده تضيع جهد المزارع  ، أما الأرز فتواجهنا مشكلة كبيرة فيه بسبب نقص المياه التي تأتى كل عشرة أيام مرة واحدة، و على المسئولين تقديم الدعم لنا من ناحية المياه والبذور والتقاوى والمبيدات والأسمدة، وإنتاج الفدان العام الماضى تضاءل ليصل إلى 6 أرادب أرز، بينما المفترض أن تصل إنتاجيته إلى 24 أردبا".

و قال محمود سليمان الغرباوى، مشرف رى بهندسة رى ميت غمر ومسئول الرى عن ترعة رى كفر المقدام المارة بقرية ميت الفرماوى ومقيم ميت الفرماوى : إن ترعة كفر المقدام  يبلغ طولها 17 كيلو و200 متر، وتصل المياه لثلثى الترعة ونعمل على إيصالها لها بالكامل وأنشأنا بئر ارتوازية.

وأضاف "الغرباوى": "مشكلتنا الكبرى عدم توجيه الإرشاد الزراعى للمزارعين بتقديم النصح حول التقاوى المستخدمة والأجود والأكبر إنتاجية والتي تدر محصولا كبيرا عن مثيلاتها من البذور والتقاوى قليلة الإنتاجية، والمزارعون لا يعرفون أنواع المبيدات الجيدة التي تساعدهم فهم يعملون بنظام التجربة "فلاح يجرب لو مشيت معاه نشترى كلنا نفس المبيد"، وبالتالى الفلاحون في حاجة للتوعية لأنها توفر نصف المجهود الذي يبذلونه".

 

 

 


الجريدة الرسمية