رئيس التحرير
عصام كامل

فضائح جنرالات «جيش أردوغان».. ارتفاع معدلات جرائم اغتصاب المجندات في القوات المسلحة التركية.. والرئيس يمنح رجاله «تغطية شاملة»

أردوغان
أردوغان

«الفتوحات الإسلامية تحتاج إلى جيش من نوع خاص».. إستراتيجية يحاول الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، تمريرها وفرضها على الواقع الحالى لتبرير أهدافه التآمرية ومخططاته الشيطانية.

 

فـ«أردوغان» الذي لا يكف عن العبث في بعض دول المنطقة، وتحديدًا المناطق المشتعلة، لا يكف عن التلاعب بعقول المسلمين في أنحاء العالم، مستخدمًا بعض الشعارات الدينية؛ لخدمة أهدافه ومصالحه السياسية والتمسك بمحاولاته البائسة لتوسيع نفوذه الخارجي، إلى الحد الذي دفعه إلى وصف القوات المسلحة التركية بـ«الجيش المحمدي»، لتصوير عمليات نقل جنوده إلى سوريا وليبيا بأنها فتوحات إسلامية، على الرغم من سجل الفضائح الأخلاقية التي تورط فيها كبار رجال الجيش التركي، والتي أثبتت زيف شعارات «أردوغان» حول تبني قواته الدفاع عن قضية دينية بالأساس، لتتواصل ألاعيبه الدعائية واستهداف عقول شباب المنطقة يصور نفسه الخليفة الذي جاء لتخليصهم من معاناتهم.

 

شبكات دعارة

 

ولعل تورط ضباط بالجيش التركي في التعاون مع شبكة دعارة؛ تستهدف ابتزاز ضباط الناتو الأجانب المتواجدين بمدينة «إزمير»، من أبرز الفضائح التي تورطت فيها القوات المسلحة التركية، وكشفت عنها شبكة «نورديك مونيتور» السويدية، والتي أكدت أنه تم تسجيل لحظات حميمة بين ضباط في الناتو مع بعض العاهرات في بعض الفنادق أو المنازل الخاصة؛ بهدف الحصول على أكبر كم معلومات منهم.

 

ومن بين هؤلاء الضباط كان المدعو «أنداش كسكين» الذي يبلغ من العمر 45 عامًا، وعمل لفترة طويلة على التنسيق مع شبكة الدعارة من أجل توصيل الفتيات لضباط الناتو وترتيب المواعيد، والتي جاء أغلبها في فندق أكتور بإزمير في غرفة رقم «204»، بالإضافة إلى استخدام شقة خاصة تعود ملكيتها لأحد أفراد شبكة الدعارة، مما مكنه من تحصيل الآلاف من الصور والفيديوهات لهؤلاء الضباط في أوضاع مخلة، ليتمكن بعدها من استغلالها ضدهم وابتزازهم للحصول على المعلومات ومن ثم بيعها لجهة ثالثة بهدف تحقيق ربح مادي.

 

جنرالات أردوغان

وفي تلك الفضيحة تم توجيه الاتهام إلى 357 مشتبهًا فيهم، بينهم 55 ضابطًا عاملًا، وكذلك رجل أعمال يدعى بيلجين أوزكايناك، كما تورطت عناصر أخرى من الجيش التركي أيضًا، في فضيحة تتعلق بالممارسات ضد المعتقلات في قضية محاولة الانقلاب، ومن بينهم ضابطة خدمت في الجيش التركي، اضطرت لإجراء عملية إجهاض بعد تعرضها للاغتصاب من قبل أفراد في الجيش التركي.

 

في ظل تزايد المزاعم الخاصة بعمليات الاغتصاب واسعة النطاق داخل مراكز الاعتقال والسجون التركية، فيما يبدو وكأنه وسيلة لترهيب المعارضين وخاصة من السيدات، واستخدم الجيش التركي قاعة «باشكنت» الرياضية في عمليات التعذيب، حيث تم تجريد ما بين 700 لـ800 سيدة من العاملات في الجيش التركي من ملابسهن وإجبارهن على السير في موكب واحتجازهن في ظروف غير إنسانية، بالإضافة إلى تعرضهن للإساءة بالشتائم، بأوامر من زكاي أكساكلي، قائد القوات الخاصة آنذاك.

 

التعذيب

 

كما تم إنشاء غرفة تعذيب في ميدان رماية تابع للقوات الخاصة، استخدمت فيه أشد أنواع التعذيب كالصعق بالكهرباء والإيهام بالغرق، في وقت منح فيه الرئيس التركي حصانة قانونية لكل من شارك في التحقيقات الخاصة بمحاولة الانقلاب المزعومة.

 

وتوسعت فضائح الجيش التركي، لتشمل التنسيق مع الميليشيات السورية المعارضة؛ لبيع السلاح لداعش خلال سنوات السيطرة للتنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، بحسب ما كشفته وثائق حديثة، وتبعها زلزال استقالات ضرب الجيش التركي من ضباط رفضوا الموافقة على تسليم الأسلحة التركية للتنظيم، بعدما اكتشفوا أن مقاتلي الجيش السوري الحر باعوا الأسلحة التي قدمتها تركيا إليهم إلى داعش في يناير 2017م، وقدَّم 50 ضابطًا استقالتهم من الجيش التركي؛ احتجاجًا على تلك الواقعة.

 

انشقاقات

 

وتدخلت هيئة الأركان التركية بعد شعورها بالقلق من تداعيات الحادث، وهدد اللواء زيكاي أكساكالي، قائد القوات الخاصة التركية في ذلك الوقت، الضباط الذين أعلنوا رغبتهم في الاستقالة، لينجح في احتواء الفضيحة ورفض استقالة هؤلاء الضباط، باعتبار أن المسألة كانت ستمثل إحراجًا كبيرًا لحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.


ومن سوريا إلى ليبيا، كشف مجموعة من المرتزقة السوريين الذين نقلهم «أردوغان» على متن طائرات تركية لمساندة ميليشيات حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي، عن تفاصيل نقلهم إلى طرابلس والمبالغ التي تم الاتفاق عليها مع قادة الجيش التركي كرواتب شهرية.

 

لكن عدم انتظام تمرير الأموال لهم، دفعهم لكشف فضائح عمليات نقل وتمويل الإرهابيين في الحرب بالوكالة لحساب أنقرة، والسعي لتأجيج نار الحرب في ليبيا، خاصة بعد توقيع الاتفاق المشئوم بين حكومة الوفاق ونظام «أردوغان»، والذي رأى الأخير بموجبه أن ليبيا أصبحت مرتعًا لقواته والميليشيات المكونة من العناصر الإرهابية وبقايا داعش الذين حرص على تواجدهم إلى جانب ميليشيات الوفاق.

 

ووفقًا لإحصائيات المرصد السورى لحقوق الإنسان، ارتفعت أعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضى الليبية حتى الآن إلى نحو 15800 مرتزق من الجنسية السورية، عاد منهم نحو 5600 إلى سوريا، في حين تواصل تركيا جلب المزيد من عناصر الفصائل المرتزقة إلى معسكراتها وتتولى تدريبهم.

 

المخلص المزعوم 

 

من جانبه، أوضح المحلل السياسي التركى المعارض جودت كامل، أن «الرئيس التركي يحاول من خلال حملاته الدعائية التي يستخدم الدين كركيزة أساسية فيها، أن يوجه رسالة إلى العالم الإسلامي يصور فيها أن بلاده أصبحت الملاذ الآمن لمواجهة أعداء الإسلام، وأنه المخلِّص الذي ينتظرونه لإعادة الخلافة الإسلامية».

 

وأشار المحلل السياسي التركي المعارض، إلى أن الرئيس التركي يعمل على مخاطبة مشاعر المسلمين في جميع الأقطار من أجل خدمة أهدافه ومصالحه السياسية، موضحًا أن أكاذيب الرئيس التركي لم تعد تنطلي على أحد، وبالتالي لن تجد شعاراته الرنانة صدى في الدول الإسلامية التي يستهدفها.

 

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية