حكايات مثيرة وآراء صادمة فى حياة الأديب الراحل خيري شلبى.. المقابر مكان مفضل للكتابة و"الحشيش" يوحد البشر.. انتقاد سياسة الانفتاح فى عهد السادات وفيروز كوكب الشرق الحقيقي
قصص مثيرة، وحكايات مميزة، في حياة الكاتب الراحل خيري شلبي لا يزال يتداولها ويرويها جمهوره، حيث كانت إحدى ركائز وسمات شخصية أديب المهمشين المختلفة.
مثلت آراء خيري شلبي أيضا تجاه العديد من القضايا والشخصيات في بعض الأحيان منهجا مغايرا، كما اعتبرت صراحته في الكشف عن عادات وقواعد اتبعها صادمة لمحبيه، ونرصد أبرزها كالتالي:
شاعر النيل يشدو في يوم مولده
كان شاعر النيل حافظ إبراهيم صديقا شخصيا لوالد خيري شلبي، حيث نظم الشاعر الكبير أبياتا هادئة كلماتها، نظمت بحب وعطف لخيري شلبي وقت قدومه إلى الدنيا، حيث قال:"البشر أقبل برهانا علي الخير.. وكوكب الصبح يهدينا إلى الفجر.. ونجمة العصر لما إن علت سطعت.. فكان من نورها مولودنا خيري".
المقابر مكان مفضل للكتابة
أثناء عودة خيري شلبي من عمله بمجلة الإذاعة والتليفزيون إلي منزله ذات يوم، تعطلت سيارته في منطقة مقابر ليفاجئ بأن الناس خرجوا لمساعدته حيث عاونوه في جو من الحب والدعم، ليجلس في ركن حتى ينتهي "الميكانيكي" من إصلاح سيارته.
ليبدأ شلبي في الكتابة في المقابر لأول مرة، حيث شعر أنه كتب بأريحية، وعبر لأهل المنطقة عن امتنانه لهم، فأجابوه بالدعوة للمكان كل ما أراد ذلك٬ لدرجة أنه دخل في صداقات مع أهل المكان منهم الميكانيكي٬ وعسكري كان يقطن المنطقة.
وبدأ شلبي يواظب على ارتياد المكان، وعندما سئل عن إمكانية قضاء وقت أطول٬ وعرف أنه يمكنه استئجار حوش في المنطقة٬ ساعده أهلها على استئجار أحد الأحواش، ليستغل شلبي ذلك المكان ويخوض رحلة بحثية في تاريخ منطقة منشية ناصر والسيدة والإمام الشافعي.
ومن أهم إبداعات خيري شلبي التي دونها في المقابر كانت "نسف الأدمغة" و"بطن البقرة"، و "ثلاثية الأمالي"، و"منامات عم أحمد السماك".
فيروز كوكب الشرق
عبر خيري شلبي عن حبه الكبير الذي غمره تجاه الموسيقى وخاصة الكلاسيكي منها، وذلك عندما قال: "الموسيقى تحاصرني حصارًا جميلًا، وأترك لها الفرصة لهذا الحصار، وحين تسكت الموسيقى من حولي أشعر بالموت".
وفي مخالفة لجموع عشاق الموسيقى الشرقية، ومذاهب مريديها ورموزها، أكد خيري شلبي أن سيدة الغناء لديه ليست كوكب الشرق أم كلثوم بل جارة القمر فيروز، تليها في القائمة أم كلثوم والتي تغنت بأشعار السنباطي وزكريا أحمد، قبل أن تتحول إلى مؤسسة ذات قوة ونفوذ "على حد وصفه لها".
تخدير ثورة 23 يوليو
"أعترف بأننى مع جيلي خُدعت في ثورة يوليو، فقد خدرتنا الثورة، ورغم وجود شواهد تدل على قدوم النكسة فإننا تغاضينا عنها، و بحدوث النكسة ظهرت مساوئ الثورة الحقيقية، و ثورة عبدالناصر دمرت كرامة المواطن وأضعفت روح المواطنة"، بهذه الكلمات لخص خيري شلبي حالته منذ ثورة 23 يوليو 1952 وحتى صدمته الكبرى مع نكسة 67، والتي كانت نتيجة لفترة "التخدير" كما وصفها شلبي، حيث اتفق مع غيره من الأدباء والكتاب مثل توفيق الحكيم، في نظرتهم إلى ثورة يوليو ومراجعتهم لمواقفهم عقب النكسة.
السادات وتغير وجهة النظر
انتقد خيري شلبي سياسة الانفتاح التي اتخذها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، خلال فترة السبعينيات، وجسد ذلك الرفض في روايات عديدة ومنها "الوتد"، "ثالثنا الورق"، كما انتقد تكوين البعض في تلك الفترة لثروات ضخمة لم تشهدها مصر من قبل، وذلك في روايته "بغلة العرش"، و"صحراء المماليك".
وتمر السنوات ويرحل السادات، وفي إحدى اللقاءات التليفزيونية يؤكد خيري شلبي أن رأيه في الزعيم الراحل لم يكن موضوعيا إطلاقا، وذلك بسبب "الغوغائية السياسية" التي تعيش فيها مصر في كل الأزمنة، ليعترف لاحقا بأن السادات كان "صاحب خطاب، وكاريزما سياسية، ولديه تاريخ نضالي ربما لا يوجد عند جمال عبدالناصر، رجل سياسي حقيقي، لا يجب إغفال دوره في استرداد سيناء".
خيري شلبي وثورة يناير
مع انطلاق شرارة ثورة 25 يناير 2011، أيد خيري شلبي مطالبها ودعمها واصفا إياها بمرحلة جديدة في تاريخ مصر الحديث، قائلا: "نظرياً من الممكن أن نقول إننا بدأنا في مصر مرحلة جديدة، لكن عمليا نحن لم نفعل شيئا. الخوف أن تفقد الجماهير العريضة إيمانها بالثورة، خاصة مع وجود قوى جبارة تريد دفع الشعب المصرى إلى الكفر بها.
الحشيش يوحد البشر
في واحدة من أكثر آرائه واعترافاته إثارة للجدل، أكد خيري شلبي أنه يتعاطى مخدر الحشيش حيث وصف جلسات التعاطي تلك قائلا: "جلسات الحشيش تشبّه جلسات الذكر من حيث الانسجام والتوّحد، وتذيب الفوارق الطبقية والإنسانية بين البشر، وكأنها توّحد بينهم".
كتب خيري شلبي عن مخدر الحشيش في روايات عدة مثل "وكالة عطية"، "موال للبيات والنوم"، و"نسف الأدمغة"، لكنه في روايته الشهيرة "صالح هيصة" حكى عن "غُرز شرب الحشيش"، ورصد ما يقرب من 60 غُرزة في شارع واحد فقط.