وحشتينى يا مصر
مصر وحشتنى.. والله العظيم وحشتنى.. نحن لا نعيش في مصر الآن، نحن نعيش في غابة يحكمها ويتحكم فيها فصيل أعمى العين والبصيرة، فصيل أعماه الحقد والغل لهذا البلد العظيم العريق الذي آواهم وعلمهم ومنحهم درجات علمية لم تُزِل للأسف الظلالمية عن عقولهم ولا الجحود من نفوسهم.
"طظ في مصر".. هكذا قال مرشدهم ولم يستحى، وليس ذلك بغريب فقد اعترفوا أن جلودهم سميكة، فماذا ننتظر من أناس فقدوا الإحساس والنخوة والوطنية، ماذا ننتظر من سلطة غوغائية صخورية جمعت القتلة والإرهابيين لتستقوى بهم، سلطة نجحت بامتياز في نشر الكراهية بين فئات المجتمع.
ماذا ننتظر من فصيل يحتكر الإسلام وكل ما عداهم كفار زنادقة، وآواهم وكأنهم شقوا قلوب الناس ليحكموا على إيمانهم وإسلامهم، فصيل يريد أن يطمس حضارة سبعة آلاف عام، ويعتبر الأهرام وأبو الهول أوثان لابد أن تهدم، فصيل يرى الأدب والفن والنحت والسينما والمسرح رجس من عمل الشيطان.
فصيل يعتبر المرأة كلها على بعضها عورة، مكانها البيت وكل مطالبها في الحياة أن تأكل وتشرب وتمتع الزوج.
عار على الرئيس أن يعقد اجتماعا يؤلب فيه أتباعه وذيولهم على شعبه، عار على مرسى أن يسمح بشيخ مجهول الهوية بالدعاء بالسوء جهرًا على شعبه ويقف سعيدًا بما يسمع مؤمنًا على دعاء من نصب نفسه حكما على إيمان الناس وإسلامهم.
قتلوا فينا الأمل، وخربوا نفوسنا وأصابونا بالاكتئاب وأفقروا نصف المجتمع المصرى، فأصبحنا نقضى نصف عمرنا في طوابير العيش والسولار والبنزين، ابتلونا بمجلس وزراء بليد خائب منعدم الرؤية قاصر الفكر فتاهت مصر وسط عدم الإحساس بالمسئولية واستهزاء بالعقول، زادت الفجوة واتسعت الفجوة وتردى الاقتصاد وضرب بالقانون عرض الحائط، واستشرى الركود وتوقفت المصانع وأغلقت الشركات فسرحت العمالة وتفاقمت البطالة.
ماذا فعلوا ببلدى الجميلة التي كنت أعيش فيها آمنة، لم أعرف فيها الخوف أو الرهبة وأنا أخرج إلى الشارع ليلًا أو نهارًا فأحس أن مصر كلها تحرسنى.
باعوا مصر بثمن بخس لمريديهم وجرءوا دويلات عليها ومددنا أيدينا فتبعثرت كرامتنا وهيبتنا، واخترقها القتلة واللصوص عبر الأنفاق ليسرقوا قوت أولادنا ويغتالوهم.
لا لن يُغتال تاريخك، ولن يُفرض عليك حُكم ظلامى فاشى، فأنتِ التي علمت العالم التوحيد ولن يغرقك الإخوان ومن اتهمنا بالكفر فقد باء به، ومن يكفر مسلمًا فمآله إلى جهنم، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم باسم الله الرحمن الرحيم «ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون» «صدق الله العظيم».