الحمار والبردعة
كل دول العالم تقريبا تعطى أهمية بالغة لقياسات الرأى العام، وتمنح الدعم للمعاهد المسئولة عن ذلك تبعا لأهميتها والاعتماد عليها في اتخاذ القرارات الحاسمة، إلا عندنا في مصر بعد أن ابتلانا الله بنظام لا يعترف إلا برأيه ولا ينظر إلى أي شيء آخر.. ودائما المرجعية في قراراته لأصحاب الذقون واللحى الكثيفة لأنهم يرون ما لا يراه الآخر..
لا يريد النظام الإخوانى الغاشم الاعتراف بأن شعبيته تراجعت لأدنى مستوياتها، وإذا كان رجلهم قد حصل على 52% في الانتخابات الرئاسية وقت أن كان هناك إجماع على عدم منح دعم النخبة والمثقفين لأحد من النظام السابق.. والآن بعد مرور عام لم يتحقق وعد واحد مما قطعه الرئيس على نفسه ومازال رجل الشارع يعانى، بل إن معاناته زادت عما قبل.. تراجعت شعبية الرئيس.
نعم تراجعت لأدنى مستوياتها ومازال هناك من يقول لابد من احترام الصندوق والصبر عليه حتى نهاية مدته..وأجدنى أقول بإمارة إيه نصبر عليه؟..فمازلنا نتذكر أيام الثورة الأولى عندما أعلن مبارك أنه لن يترشح ولن يرشح ابنه في الانتخابات وكان أمامه شهور قليلة لانتهاء مدته ولكن كانت الكلمة حاسمة.. إرحل يعنى إرحل.. المهم أن أحدا لا يريد استيعاب الدرس خاصة الإخوة محدثى السلطة ويصرون على الاحتكام للصندوق وطالما أنتم واثقون لهذه الدرجة فماذا يضيركم لو عجلتم بالانتخابات الرئاسية ؟؟ حتى تعرفوا حجم شعبيتكم في الشارع وصلت إلى أين؟
...إلى من ينفخون في النار من عينة صفوت حجازى وعبدالماجد وعبد المقصود ويريدون أنهارا من الدماء في الشارع المصرى ويريدون أن يعيدوا سياسة الحكم بالحديد والنار..أقول لهم لقد ولى هذا وسيظل الله حافظا لشعب مصر وأنتم من سيذهب إلى حيث لا رجعة.. ارحمونا.
...هي عادتهم وألا هيشتروها فأى حكم لا يأتى على هوى الإخوة تجد حملة من التشويه للقاضى الذي أصدر الحكم وتسفيها من البلتاجى والعريان وسلطان وغيرهم ولكن المثير هو بيان حزب الرئيس الذي يتهكم على حكم في قضية سجن وادى النطرون وينسون أن كبيرهم من أقسم على احترام القضاء والقانون.!!
..لا أعرف لماذا يتردد هذا المثل الشعبى على رأسى دئما وكثيرا ما كنت أسمعه في الصغر عندما أجد واحدا متشبثا برأيه رغم أن كل البشر يرون عكسه..قالوا في بلدنا إذا قال لك أحد أنك حمار فلا تعره اهتماما وإذا قال لك شخص آخر أنك حمار فعليك أن تبدأ في التفكير في الموضوع..أما إذا قال لك ثالث أنك حمار فلا تتردد في تفصيل بردعة (ملحوظة: البردعة هي ما يوضع على ظهر الحمار حتى يمتطيه الإنسان)...ولنا عودة.