منتصر عمران يكتب: الحوار الليبي الليبي.. والأمل المنشود
الأزمة الليبية
على أرض الواقع ما زالت لا تبرح مكانها، وما نراه ونسمع عنه من مفاوضات، لا يتعدى
البيانات المتبادلة بين طرفي النزاع في ليبيا، وهما مجلس النواب والمجلس الرئاسي،
حتى الدعم الخارجي أيضا لا يتعدى اللقاءات الدبلوماسية بين المسئولين في الدولة
المعنية بالقضية الليبية، وكذلك الوسائل الإعلامية من خلال الأحاديث الصحفية ممن
يسمون أنفسهم بالخبراء والمحللين السياسيين.
وهكذا تظل
الأزمة الليبية حبيسة البيانات المتبادلة بين طرفي النزاع واللقاءات الدبلوماسية
للمسئولين في الدول الراعية بحثا عن الأمل المنشود وهو الوصول للحل السياسي للازمة
التى لا يبدو في الأفق القريب نهاية لها.
وفي هذا الإطار
سيعقد حوار ليبي - ليبي في الرباط بالمغرب بالتزامن مع حوارات مماثلة في سويسرا،
والأنباء الواردة من المصادر المكلفة بالمباحثات تؤكد على أن محور المحادثات ستكون
منصبة حول الهدنة وتكوين سلطة جديدة بالمشاركة بين الأطراف المتنازعة، وخلال هذه
المفاوضات سيتم الاتفاق على توزيع المناصب السيادية بين الأطراف المتنازعة.
وبنظرة موضوعية
للوضع في ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي وقتله في عام 2011، وليبيا تعيش حالة
من الفوضى وعدم الاستقرار وعدم وجود دولة
حقيقية على أرض الواقع.
حيث اصبح شرق
ليبيا تحت سيطرة قوات حفتر، التي تُطلق على نفسها "الجيش الوطني
الليبي"، بينما يخضع غرب البلد لسيطرة مجموعات مسلحة تساند حكومة الوفاق
الوطني. وحكومة الوفاق تم تعيينها من قبل الدول الغربية دون اختيار الشعب الليبي
...والجهة المنتخبة الوحيدة من أطراف الأزمة هي مجلس النواب.
وكما أن الوضع
الداخلي الليبي يشهد أطرافا متنوعة ومختلفة المواقف والآراء وهي مجلس النواب
والمجلس الرئاسي وحفتر.. كذلك نجد الأطراف الخارجية مختلفة المواقف والمساندة
للفصائل الليبية، فأمريكا موقفها غير واضح ومتذبذب، وإن كان في الحقيقة على أرض
الواقع يقف بجانب تركيا كما كان الحال في سوريا وتركيا تعتبر هي الساند
الكبير بجانب قطر للسراج.. في حين أن موقف
روسيا تارة يكون في جانب حفتر وتارة تجده مع تركيا لأهداف وأغراض تخدم مصلحة روسيا
في أوروبا.
أما الدولة
الوحيدة التي يحق لها التدخل وهي مصر لتأثر أمنها القومي بالأزمة الليبية فنجدها
تقف بكل قوة مع الحل السياسي وأن يكون الحوار ليبيًّا خالصا بعيدا عن التدخلات
الخارجية، والعمل على إخراج قوات تركيا و المرتزقة والميليشيات الإرهابية خارج
الأراضي الليبية، ومن ثم الشروع في العملية السياسية من إجراء انتخابات برلمانية
ورئاسية للوصول إلى حكومة وحدة وطنية، وهذا ما تسعى إليه الدولة المصرية متمثل في
اعلان القاهرة الذي يتبنى الحل السياسي متوافقا مع مخرجات قمة برلين.
فهل ينجح الحوار
الليبي الليبي الذي سيبدأ اليوم الأحد في الرباط في الوصول الى تقاسم للسلطة
وتوزيع عادل للمناصب السيادية على المناطق الرئيسية في ليبيا مع احتمالية مشاركة
عناصر من نظام القذافي في الحكومة المزمع تكوينها حال التوصل إلى حل سياسي يرضي
أطراف النزاع الليبي ؟! أم أن الحوار سيكون مصيره الفشل والانتهاء عند بداية
الحوارات السابقة هذا ما ستكشفه الأيام والأسابيع القادمة ؟!