كيف يكون الخوف من الله تعالى مشبع بحبه عز وجل ؟
هناك شعور دائم بالخوف من الله عز وجل وقال العلماء انخلق الخوف من الله تعالى واثاره فى تزكية الأخلاق والافعال عظيم وان دوام الخوف دليل على الايمان والصدق وان اخوف الناس لربه اعرفهم بنفسه وربه فكيف يكون الخوف من الله وما هى درجاته ؟يجيب فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الديار السابق فيقول :
ماورد فى قيمة الخوف فى الايات والاخبار شئ كثير وفى ذلك ما جاء ان النبى صلى الله عليه وسلم قال (أشرف رجل على نفسه فلما حضره الموت أوصى بنيه فقال :إذا أنا مت فاحرقونى ثم أسحقونى ثم اذرونى فى الريح فى البحر ، فوالله لئن قدر على ربى ليعذبنى عذابا ما عذبه به أحدا ،قال ففعلوا ذلك به ، فقال للارض أدى ما أخذت فإذا هو قائم ، فقال له ما حملك على ما صنعت ؟فقال خشيت يارب أو قال مخافتك يارب ، فغقر له بذلك ) صحيح البخارى .
هذا الرجل رغم ذنوبه وتقصيره فى الدنيا فإن إيمانه ظل حيا فى قلبه بدليل اعترافه بذنوبه مع شدة خوفه من الله تعالى الذى لا يكون الا لمؤمن فأكرمه الله بالمغفرة .
إن المعرفة بالله تعالى وبعظم ذنوب العبد وبقدره إذا كملت أورثت الخوف ، ويظهر اثر هذا الخوف على الجوارح وعلى الصفات ،اما فى الجوارح فيكفها عن المعاصى ويقيدها بالطاعات ، واما فى الصفات فبأن يقمع الشهوات الآثمة ويمنع اللذات الهدامة فيحصل على القلب الخشوع ويفارقه الصفات المذمومة .
وفى آيات القران الكثير مما يدل على فضل الخوف ، وىية ذلك ان الله جمع للخائفين الهدى والرحمة والعلم والرضوان وهى من مجامع مقامات اهل الجنان قال تعالى فى سورة الاعراف (هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ) ، وقال فى سورة البينة (رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه )
ما أنواع الحب في الإسلام؟.. المفتي السابق يجيب
ةبالاستقراء نجد ان كل مادل على فضيلة العلم دل على فضيلة الخوف لان الخوف ثمرة العلم ، وليس المطلوب منخوف العبد من ربه ان يصل الى حد الفزع والرعب الذى يبعده ، بل ينبغى ان يكون الخوف من الله سبحانه وتعالى مشبعا بحبه لان الله تعالى حليم رحيم بر جميل لان الخوف المشبع بحب الله هو نوع من انواع الهيبة والرهبة والجلال والقداسة وكلها معان تؤدى الى مزيد من السير فى طريق الله .