نجيب محفوظ يعترض على أغنية صباح "من سحر عيونك ".. ويقول: "حقي"

تقدم المنتج عز الدين ذو الفقار بطلب موافقة الرقابة على أغنية تغنيها المطربة صباح خلال فيلم باسم "إغراء" يخرجه حسن الإمام، ورفض الأديب نجيب محفوظ - رحل عام 2006 - إجازة الأغنية بصفته مدير الرقابة على المصنفات، وهوجم محفوظ ووصف بالتشدد فكتب يدافع عن نفسه، ويقول:

لا تطرف ولا اعتدال.. هذا قانون فوق رأسي ملزم بمواده، وأنا مسئول عن تنفيذه ولما عرضوه على لجنة من الضباط أيدوني في قراري بمنع أغنية المطربة صباح، وكان الفنان عز الدين ذو الفقار قدم لنا وأنا مدير الرقابة على المصنفات أغنية سيتضمنها أحد أفلامه وجدناها شديدة الإزعاج رقابيا، وكانت المعايير التي حكمت عملي كرقيب فهي الالتزام الواعي بقانون الرقابة، ولا تنسوا أنني موظف أعمل وفق قانون يتوخى في حركته سياسة الدولة العليا والأخلاق العامة ومراعاة العادات والتقاليد.

لذلك ما إن سمعت أغنية صباح "من سحر عيونك ياه" حتى استفظعتها واستبشعتها بسبب الإيحاء الجنسي المحرق وفحيحها الذي ينبو على ما اصطلحنا عليه وتعارفنا، وهي بالمناسبة أحد مفردات فيلم قدمه عز الدين ذو الفقار ولكن الموقف كان صعبا فالأغنية من تلحين الموسيقار محمد عبد الوهاب ذات نفسه ومن أداء النجمة صباح، فقلت لعز: لا داعي لهذه الاغنية لكنه كان شديد الاعتداد برأيه وكان يعتبر نفسه من الضباط الأحرار، فاستكثر أن تقال له ملحوظة رقابية.

ولم يتوان عن شكايتي إلى الوزير يتظلم مني محتجا ومعترضا على ما قدمته من مبررات ومسوغات، فاستدعاني الوزير ليستوضح الأمر، فقلت له: هذا حقي من صميم عملي وأطلعته على موقفي لكنه إزاء الضجة التي أثارها عز أمر بتشكيل لجنة من المثقفين وأغلبها من الضباط الأحرار لتستمع وتقيم.

وأضاف نجيب محفوظ: جاء تقرير اللجنة في صالحي، وقالت أكثر مما قلت لعز الدين، غير أنني عرفت بعد ذلك أن بعضا من التعديلات أدخلت على الأغنية وسمح بعرض الفيلم وكل هذه إجراءات قانونية وعلى المتضرر أن يلجأ للقضاء.

تقول كلمات الأغنية: من سحر عيونك ياه.. من رمش جفونك ياه.. نسيت ليالي  نورتها لي.. أيام الحنية وسنين وأيام تقسى عليا.. ساعات تكون خالى وناسى.. وساعات حنون وساعات قاسى.. القرب تنسى جمال لياليه.. والورد تنسى عبيرك فيه.. بدموع عينيه فضلت ارويه.. واخللى نار شوقى يدفيه.. تعالى عندى ناخد وندى بينى وبينك.