عمر بن الخطاب يمنع المصريين من إلقاء عروس النيل
نحتفل هذه الايام بوفاء النيل ( 15 أغسطس ــ 15 سبتمبر ) ذلك العيد الذى يحتفل المصريين به منذ الاف السنين حتى يقال انهم كانوا يهدون فتاة جميلة يلقونها فى النيل قربانا له للحصول على بركة الفيضان وزيادة منسوب المياه .
ويذكر المؤرخون ومنهم عبد الرحمن الجبرتى انه لما دخل عمرو بن العاص مصر فاتحا اتى اليه اهلها حين دخل شهر بؤونة وقالوا له : ايها الامير ان لنيلنا هذا سنة لا يجرى الا بها ، فقال : وما ذاك ؟ قالوا : انه كان لاثنتى عشر ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا على جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلى والثياب أفضل ما يكون فى أبهى زينة ، والقيناها فى هذا النيل .
فقال لهم عمرو : ان هذا لايكون فى الاسلام ، وان الاسلام يجب ما قبله ، وأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى لا يجرى النيل قليلا ولا كثيرا ، فقد جف النهر ولم يأت الفيضان والخير الكثير .
فلما راى عمرو ذلك كتب الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بذلك فكتب اليه عمر ردا يقول فيه ( قد اصبت ان الاسلام يجب ما قبله ، وقد بعثت اليك ببطاقة فألقها داخل النيل إذا أتاك كتابى ) .
فلما قدم الكتاب على عمرو بن العاص فتح البطاقة فإذا هى رسالة من امير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول فيها (من عبد الله عمر امير المؤمنين الى نيل اهل مصر ، أما بعد ..فإن كنت تجرى من قبلك فلا تجر ، اى اذا كنت تجرى بإرادتك فتوقف وإن كان الواحد القهار يجر بك فنسأل الله الواحد القهار ان يجريك .
نعمات أحمد فؤاد تطالب بإحياء احتفالات وفاء النيل
القى عمرو ابن العاص البطاقة المكتوبة فى النيل فى الوقت الذى كان فيه المصريون يتهيأون للهجرة من مصر الا انهم أصبحوا وقد أجرى الله النيل وفاض وارتفع منسوبه ستة عشر ذراعا ، وقطع ألسنة السوء عن اهل مصر من ان ماء النيل جف ومصر ستموت عطشى .
لقد رفض عمر بن الخطاب الخرافة وخاطب رب النيل بالدعوات الصالحات بزيادة الرزق ففاض النيل نتيجة الحكمة والاجتهاد عند الخليفة الرابع للخلفاء الراشدين .