كيف تكون هناك وقفة مع النفس لإيقاظ الضمير؟
من أوضح علامات صدق الإيمان الأمانة التى تتحقق بالضمير اليقظ الذى تصان به حقوق الناس ويحفظهم من دواعى الخيانة أو التفريط أو الاهمال خصوصا فى مصالح الغير وكما ان الامانة من علامات الايمان الصادق فإن ضياع الامانة فى اى مجتمع او بين الناس من علامات الساعة .
فقد جاء رجل يسال رسول الله صلى الله عليه وسلم : متى الساعة ؟ فقال رسول الله له "اذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة " فقال الرجل : وكيف أضاعتها ؟قال صلى الله عليه وسلم :إذا وسد الامر لغير لغير أهله فانتظر الساعة .
وهناك من حالات انعدام الضمير المنتشرة هذه الايام مثل تسريب الامتحانات والبناء على اراضى الدولة والتهاون فى حقوق المرضى وغيرها من جرائم ينعدم فيها الضمير وتندرج تحت مسمى ازمة اخلاق المهنة فكيف يكون ايقاظ الضمير والعودة الى الله تعالى ؟
يجيب الدكتور مصطفى مراد الاستاذ بكلية الدعوة جامعة الازهر ان الضمير قوة فطرية أودعها الله جسم الانسان ليميز بها الخير من الشر أى حاسة اخلاقية يميز بها ماهو حسن وما هو سئ وقبيح .
وكلمة ضمير لم ترد فى القران الكريم ولكن جاءت فى القران بمعنى النفس (ونفس وما سواها ) ، وبمعنى النفس اللوامة ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) والضمير له قوة سلطان على النفس ومحاسبتها لقوله تعالى ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم ) .
هل الإيمان كسبى للإنسان دخل فيه أم وهبى لا دخل له فيه ؟
وربط الله سبحانه وتعالى بين الضمير والعقل فى الاستحقاق والجزاء فقال عز وجل (وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا فى اصحاب السعير ) لذلك فإن المسئولية فى الاخلاق تنقسم الى مسئولية شخصية لقوله ( من عمل صالحا فانفسه ومن أساء فعليها ) ، ومسئولية اخرى جماعية قال صلى الله عليه وسلم (ان الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه أوشك الله أن يعمهم بعقاب ).
ويختتم الدكتور مصطفى مراد بقوله :ان الامر يحتاج هنا الى وقفة مع النفس ومحاسبة للاخلاق الفاسدة والرجوع الى الله عز وجل ومراجعة تعاليم الاسلام بقول الله تعالى وسنة رسوله .