رئيس التحرير
عصام كامل

"صوتها أجراس في ضمائر المكسورين ".. سر رغبة ماكرون احتساء القهوة مع فيروز


"موعد علي فنجان قهوة في إنطلياس مساء الاثنين"، بهذه العبارات أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن سعادته بزيارته القادمة للبنان، معلنًا أن أول لقاء له خلال زياته المرتقبة إلي لبنان سيكون مع الرمز الوطني للبنان "فيروز".


وعلي الرغم من أنها لم تكن الزيارة الأولي لماكرون خلال أقل من شهر وعلي جدول أعماله المزدحم باللقاءات السياسية المثمرة لمحاولة إخراج البلاد من المأزق السياسي خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت، إلا أنه قرر أن يبدأ الزيارة الثانية بلقاء واحتساء فنجان من القهوة مع سيدة لبنان الأولي التي غنت للعالم أجمع ومن بينهم فرنسا عندما قالت ""يا فرنسا شو بقلن لأهلك عن وطني الجريح؟"، ففيروز رمز وطني تجسده ويلتقي علي اسمه اللبنانيون دون تفرقة.

وبلغ صدي إعلان الرئيس الفرنسي بدء زيارته للبنان بلقاء فيروز واحتساء القهوة معها أوساط المجتمع العربي والأوروبي وبات الجميع يتساءل حول ما وراء تلك الزيارة وما سيتم خلالها، حيث قال فريق من الكتاب إن ماكرون "يريد توجيه رسالة ما" من خلال "تقديمه فيروز على كل كبار المسؤولين والزعماء السياسيين اللبنانيين"، بينما رأى فريق آخر أنه قد يكون هناك "بعض من الدعاية" في زيارة فيروز.

"جسر فيروز"
وقال أحد الكتاب الآخربن "جميل أن يدخل إيمانويل ماكرون لبنان في زيارته الجديدة من منزل فيروز. دخله قبل أسابيع من الأحياء المنكوبة وميناء العاصمة المدمر. ولعل الرئيس الفرنسي أراد تذكير اللبنانيين بالجسر الأخير الذي عاند العواصف وهو جسر فيروز. لم يبق الكثير مما يجمع بين اللبنانيين".
 وتابع : "لا علاقة للسياسيين اللبنانيين بوطن فيروز والرحابنة. وطن الحلم والحب والأصالة والتلاقي.. وطن قبول الآخر وحق الاختلاف والبحث الدائم عن الجسور. وطن القصائد والألحان والفرح والمواويل والقناديل. الوطن الرافض كل أشكال الظلم، سواء جاءت على يد محتل من الخارج أو مشروع مستبد من الداخل"، مضيفًا :"من قيم الوطنية والجمال والفن والحرية شاء ماكرون أن يستهل رحلته الحاسمة إلى لبنان. من منزل الأيقونة التي يقرع صوتها كالأجراس في ضمائر المكسورين والمعذبين. ولا غرابة في الأمر. هذا الرئيس اللامع يخفي تحت ثيابه كاتبا لامعا. لديه سلوك يذكر بشجاعة أسلافه عند المنعطفات. أسلوبه يذكّر بفرنسا القيم الإنسانية".
 ورغبة ماكرون في لقاء أيقونة لبنان سعيه للقيادة والعودة إلى الحقبة الإمبراطورية، عبر إحياء الوجود الفرنسي، في مناطق نفوذه من جديد، وهو ما يترجم إسراعه بزيارة بيروت، بعد الانفجار المدمر الذى لحق بها، في الوقت الذى حرص فيه على توسيع نطاق الوعود لتتجاوز الحكومة اللبنانية، إلى الشعب اللبناني، والمحتجين الذين احتشدوا، في مشهد أشبه بـ"الشكوى"، أكثر منه تظاهره، من حالة الانهيار التي امتدت إلى كل مناحى الحياة، سواء سياسيا أو اقتصاديا، لتصبح كارثة "الانفجار" المروع بمثابة شهادة فشل أخيرة في احتواء وطن صار ينازع لسنوات، دون جدوى.
الجريدة الرسمية