رئيس التحرير
عصام كامل

مخاوف من تجدد الحرب الأهليه في لبنان في ظل تصاعد خلافات حزب الله مع الفئات السياسية

لبنان - أرشيفية
لبنان - أرشيفية


تزامنا مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلي العاصمة بيروت اليوم الأثنين، تجددت المخاوف من عودة الحرب الأهلية إلي لبنان وذلك في ظل تصاعد الخلافات بين حزب الله والعديد من الفئات السياسية والمجتمعية، بالأضافة إلي الحالة الاقتصادية التي تشهدها البلاد وتراجع سعر الصرف وارتفاع معدلات البطالة.

ماكرون يحذر من حرب أهلية


وكان الرئيس الفرنسي حذر في وقت سابق من "حرب أهلية" في لبنان في حالة التخلي عنه، قائلاً إن "هناك قيودا يفرضها النظام الطائفي في لبنان".


وأشار ماكرون إلي أن المصالح السياسية خلقت وضعا لا يكاد يوجد فيه أي تجديد ويستحيل مع النظام الحالي إجراء إصلاحات، مؤكدا أن "فرنسا لن تفرض رأيها، لكنها ستظل تطالب الأطراف المختلفة بالتغيير".


وأوضح الرئيس الفرنسي أن الإصلاحات التي يتعين تنفيذها في الوقت الحالي، هي "تمرير قانون مكافحة الفساد، وإصلاح قطاع الطاقة والنظام المصرفي".



ناقوس خطر


واندلعت في الآونة الأخيرة العديد من الاشتباكات والمواجهات الطائفية داخل عددا من البلدات اللبنانية، ما دفع المحللون والمراقبون إلي التحذير من إحتمالية نشوب حرب أهلية جديدة في لبنان.


ففي يوم الخميس الماضي، تجددت عمليات إطلاق النار بين عناصر من حزب الله و"حركة أمل" الشيعيتين في منطقة "خلدة" اللبنانية علي خلفية رفع عدد من الصور المذهبية.


وأظهرت مقاطع فيديو مصورة تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جانبا من هذه الاشتباكات وإضرام النيران داخل إحدي السيارات التي قيل إنها تعود لمسئول حزب الله في المنطقة.


وبحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، فإن الجيش اللبنانى قام بملاحقة مطلقى النار واعتقالهم، كما أغلق جميع مداخل ومخارج المنطقة وانتشر بكثافة على الطرقات.


وأوضحت وسائل الإعلام اللبنانية أن الاشتباكات التي وقعت في منطقة خلدة أسفرت عن مقتل شخصين.


من جهته، قال النائب اللبناني محمد سليمان إن "ما حدث في خلدة هو اعتداء سافر بسبب السلاح المتفلت، على مدنيين عزل"، وطالب قيادة الجيش والقوى الأمنية بالتدخل الفوري والسريع واتخاذ كل الإجراءات والتدابير لحماية المواطنين العزل في منطقة خلدة، وردع المخلين بالأمن وناشري الذعر والفتن في هذه المنطقة".


كما دعا النائب اللبنانى، عشائر العرب في خلدة والجوار بضبط النفس وعدم الانجرار وراء مشاريع هدفها الخراب والفتنة وإراقة الدماء، والوقوف إلى جانب الدولة فهي "الملاذ الوحيد".


يذكر أن الاشتباكات أندلعت في بلدة "خلدة" بعد أن قام مناصرون لحزب الله بتعليق لافتات وأعلام خاصة بمناسبة عاشوراء على أعمدة الإنارة، ليتطور بعد ذلك إلى إطلاق نار كثيف من الجهتين بين مؤيدين لحزب الله وأبناء عشائر عربية في خلدة.


ويحيي الشيعة ذكرى عاشوراء على مدى عشرة أيام في خيم عزاء ضخمة في المناطق ذات الغالبية الشيعية في لبنان، كما تنظّم مسيرات ضخمة في اليومين التاسع والعاشر، إلا أن هذا العام طالب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أتباعه بتعليق إقامة المراسم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وطلب منهم إحياء الذكرى عوضاً عن ذلك بتعليق الأعلام السوداء خارج منازلهم ومحلاتهم.


تغيير النظام الطائفي في لبنان


ومن جهته، قال الرئيس اللبناني ميشال عون في الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير في الأول من سبتمبر، إنه قد حان الوقت لتغيير النظام الطائفي، موضحا أن هذا النظام قائم على حقوق الطوائف وعلى المحاصصة بينها، وكان يصلح لزمن مضى.


وأضاف أن "النظام الطائفي أصبح اليوم عائقا أمام أي تطور وأي نهوض بالبلد وأي إصلاح ومكافحة للفساد"، مشيرا إلى أن النظام في لبنان أصبح مولدا للفتن والتحريض والانقسام.


كما دعا عون إلى إعلان لبنان دولة مدنية، مؤكدا أن "هناك حاجة لتطوير النظام اللبناني وتعديله وتغييره، ولكن الأكيد أنّ لبنان يحتاج إلى مفهوم جديد في إدارة شؤونه يقوم على المواطنة وعلى مدنية الدولة".


وتعهد بالدعوة إلى حوار يضم السلطات الروحية والقيادات السياسية توصلاً إلى صيغة مقبولة من الجميع، تترجم بالتعديلات الدستورية المناسبة.

الجريدة الرسمية