رئيس التحرير
عصام كامل

في عيد ميلاد الراحل سمير زاهر.. أسطورة لن تتكرر في تاريخ الكرة المصرية

الكابتن سمير زاهر
الكابتن سمير زاهر

الحديث عن الكابتن سمير زاهر يحتاج إلى مجلدات وليس مجرد خبر عابر وأزعم أني أملك الكثير من قصة حياة أفضل من جلس على كرسي رئيس اتحاد الكرة المصري منذ تأسس الاتحاد في 1921.


لقد كان بيننا مشروع كتابة قصة حياته من الألف للياء وكنا بصدد إعدادها كبرنامج تليفزيوني أو إصدار كتاب عنها وقد كان متحمسا لإتمام هذا المشروع.

 

الجنرال سمير زاهر يفتح لـ«فيتو» خزائن أسراره: مبارك كان دايما يسألني هو فكري زاهر يقربلك إيه

 

عقدنا العديد من الجلسات المسجلة بالصوت حكى فيها قصة حياته من ولادته في ليلة 31 أغسطس مرورا بفترات كثيرة ما بين الانتصارات والانتكاسات.

 

وخلاصة الأمر أن ابن الذوات سمير زاهر الذي ورث من والده 50 فدانا في دمياط رحل بعد أن باع كل ميراثه للإنفاق على حملاته الانتخابية سواء في مجلس الشعب والشورى وأيضا انتخابات اتحاد الكرة ليثبت أنه لم يتربح مليما واحدا خلال مشواره الرياضي ومات مستورا.

 

ولم يسجل تاريخ كرة القدم المصرية لشخص آخر مثلما سجل للكابتن سمير زاهر الذي وصلت الكرة في حياته للمركز التاسع عالميا في تصنيف الفيفا وأصبح يصارع الكبار كما حدث للمنتخب الوطني الذي فاز على إيطاليا (بطلة العالم في 2006 ) وخسر في الثواني الأخيرة من البرازيل في كأس القارات في 2009.


سمير زاهر رحمة الله عليه لم يكن أي شخص يلتقيه لا يملك إلا أن يحبه ويصبح صديقا له فهو يتمتع بخفة روح وأصالة وعراقة في التعامل ولم يكن يتأخر عن دعوة أي صديق مهما كان مكانها .


إنجازات سمير زاهر كل مصر تعرفها وتحفظها عن ظهر قلب لأنه ببساطة حقق اكثر من نصف إنجازات بطولات الأمم الأفريقية فمصر أنجزت 7 بطولات كان لزاهر نصيب أربع بطولات فضلا عن إنجازات أخرى، والخير الذي تعيش فيه كرة القدم المصرية هو من صنع الكابتن.


قالوا عن سمير زاهر الكثير ولكني لا أصدق إلا ما رأيته بعيني وهو أنه كان كريما فوق الوصف وليس كما يدعي البعض على الدمايطة بالبخل ولديه استعداد أن يصرف كل مليم في جيبه لإكرام ضيفه.


وفي بداية الألفية الثالثة كنت رئيسا لمجلس إدارة مركز شباب قريتي وكان عندنا دورة صيفية وقررت أن أدعو الكابتن سمير زاهر لتوزيع الجوائز ودعوت كبار المسئولين بالمحافظة والبعض شكك أن الكابتن رئيس اتحاد الكرة في مصر يأتي لمركز شباب مغمور لتوزيع جوائز وبالفعل بدأت المباراة النهائية وأن أحمل هم نظرات الناس وأفكر في سيناريو اعتذاره وماذا سيقول الناس عني؟.

 

ووسط كل هذا التفكير يفاجئني ويفاجئ الآلاف داخلا الملعب بسيارته الفخمة وحالة صمت رهيب وإذ بطوفان من التصفيق احتفالا بالمسئول الأول عن كرة القدم المصرية في القرية ولم يكتف بتوزيع الجوائز بل أصر على تناول الغداء في منزلي وظل كلما يلتقيني يقول لي إنه لم يذق طعم الأكل الذي صنعته له أمي .

 

الكابتن سمير زاهر ظل صديقي المفضل ولا يمر يوم وقت حياته إلا وبيننا عدد من الاتصالات الهاتفية لدرجة أني ورغم مرور عامين على رحيله أحفظ أرقام تليفوناته عن ظهر قلب ولم أكن بحاجة إلى تسجيلها.


في كل بطولة من البطولات الثلاث الأخيرة كان حريصا على أن يتصل بي ويقول لي (خلي أمك تدعيلنا ) متفائلا بتلك المكالمة وظلت كلمة السر بيننا.


الحقيقة أنني أتحدث عن سمير زاهر الإنسان ولا أنسى كلمة عم أحمد عبدالنعيم المسئول عن ضيافة اتحاد الكرة لما سألته عن أحسن رئيس اتحاد كرة تعامل معه فقال بلا تردد سمير زاهر (مكناش ملاحقين على الفلوس والمكافآت والخير)
نعم كانت أيام خير وكانت أياديه خير على مصر وكرة القدم المصرية.


وفي النهاية إلى جنة الخلد ولا أنسى أنني أول مرة أدخل فيها قبر هو قبر الكابتن والذي أصريت أن ألقي النظرة الأخيرة عليه وأقبله القبلة الأخيرة وإنا لله وإنا إليه راجعون .

الجريدة الرسمية