نيويورك تايمز: مبادرة الجيش تعجز عن إنهاء التوتر في مصر
رجحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تفشل مبادرة الجيش المصري للتوسط بين القوى السياسية في البلاد لنزع فتيل التوتر الذي تعيشه البلاد قبل الاحتجاجات المتوقعة في 30 يونيو، خاصة مع حالة الشحن التي تقوم بها الأطراف المتنازعة، مؤكدة أن رسالة وزير الدفاع أكدت قوة الجيش ودوره في الحفاظ على البلاد من الانزلاق إلى دوامة العنف وسط الصراعات المريرة التي تعيشها البلاد.
وقالت الصحيفة إن الجيش المصري حذر من أنه سوف يتحرك بشكل حاسم لمنع الفوضى وسط مخاوف من أن الاحتجاجات الجماهيرية المقررة ضد الرئيس محمد مرسي الأسبوع القادم يمكن أن تشعل أعمال عنف جديدة بين أنصاره ومعارضية.
وأضافت إنه مع تصاعد المخاوف من تزايد الانقسام الذي يعد خطرا على الدولة المصرية يضع الجيش نفسه كقوة موحدة يمكن أن تتجاوز الخلافات السياسية وتحافظ على استمرار تماسك البلاد، حيث جاءت أقوال وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي لتؤكد قوة دور الجيش وسط الصراعات المريرة من أجل السيطرة على الدولة، فمنذ ما يقرب من ثلاثة عقود، تركزت كل السلطة في يد الرئيس السابق حسني مبارك، بفضل تعويله على الجيش والأجهزة الأمنية، والسلطة القضائية، لدعم حكمه.
وأوضحت أنه منذ تولى مرسى السلطة كأول رئيس لمصر منتخب بحرية العام الماضي، دخل الرئيس علنا مع صراعات مع القضاة وفشل في كبح جماح الأجهزة الأمنية، إلا أن المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد زادت من حالة الغضب ضده.
ونقلت الصحيفة عن "ضياء رشوان" مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في القاهرة تساءله عن النوايا الحقيقية للجيش من وراء البيان حيث يعطي البيان انطباع بأن الجيش يحذر من شيء، وكانه نداء اخير، ولكن نداء أخير لماذا؟"، مرجحا أن يكون إشارة للرئيس مرسي لمحاولة التصالح مع المعارضة.
إلا أن جمال عبد الجواد سلطان استاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة كان له راي آخر حيث قال:"إن الجيش يطرح نفسه كوسيط لإنهاء حالة التوتر، إلا أنه شكك في إمكانية نجاحه في نزع فتيل الأزمة، خاصة أن جميع الأطراف قد تذهب بعيدا جدا في هذه المواجهة، واستثمرت أكثر من اللازم، ومن غير المرجج أن يتراجعوا الآن".