رئيس التحرير
عصام كامل

المفتي السابق يكشف أبرز وثيقة سياسية وعسكرية أبرمها النبي مع طوائف المدينة

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق أن الإسلام لم يكتف ببث التعاليم عن السلوك السوي والأخلاق الكريمة بين أبنائه‏,‏ بل ربى المسلمين على الالتزام بها عمليا‏،‏ والعمل على تطبيقها.

 

وقال: كان النبي ﷺ أول من قام بالتطبيق العملي لما نص عليه القرآن الكريم من مبادئ التسامح مع غير المسلمين‏,‏ وكانت بداية التطبيق العملي لمبدأ التسامح ذلك منذ قدومه ﷺ مهاجرا إلى المدينة المنورة‏, ‏فعمل من أول وهلة على تأسيس الدولة الإسلامية‏; ‏حيث أبرم عليه الصلاة والسلام في السنة الأولى من الهجرة النبوية وثيقة أو معاهدة بين المسلمين وطوائف المدينة‏,‏ وهي الوثيقة السياسية الأولى‏,‏ واشتملت على سبع وأربعين قاعدة في علاقة المسلمين بغيرهم‏.‏

 

وأوضح جمعة، أن أثر هذه الوثيقة زادت رقعة معاملة المسلمين لغير المسلمين على عهد النبي ﷺ على أساس مبدأ التسامح الذي فاضت به نصوص القرآن الكريم‏,‏ وبينته السيرة النبوية قولا وفعلا بعد ذلك‏ وتعد هذه المعاهدة الوثيقة الأولى التي احتوت على بنود محققة للمواطنة‏, ‏فبالنظر إلى هذه الوثيقة الدستورية نجد أنها تقر بنود المواطنة وحقوق المواطنين وواجباتهم‏,‏ من النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية‏.‏ 


واضاف : نستطيع أن نتبين تلك الأسس من خلال تحليلنا لأهم ما ورد بتلك الوثيقة‏: 


‏1-‏ فقوله ﷺ‏: ‏أنهم أمة واحدة من دون الناس يقر فيه مبدأ الوحدة الوطنية بين ساكني الدولة الواحدة‏,‏ فهم رعايا الدولة أو شعب الدولة في ذلك الوقت‏.‏


‏2-‏ وقوله‏:‏ وأن من تبعنا من يهود‏,‏ فإن له النصرة والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم ينص فيه على ضرورة مناصرة المواطنين غير المسلمين والوقوف إلى جوارهم‏, ‏تأكيدا لحقهم في ذلك على المسلمين ضد أي اعتداء عليهم‏.‏


‏3-‏ وقوله‏: ‏وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين‏,‏ لليهود دينهم‏,‏ وللمسلمين دينهم‏:‏ مواليهم وأنفسهم‏,‏ إلا من ظلم وأثم‏,‏ فإنه لا يوتغ ‏(يهلك‏)‏ إلا نفسه وأهل بيته إعلان صريح للوحدة الوطنية بين طوائف المجتمع‏,‏ قانونها العدل‏, ‏دون الظلم والاعتداء‏,‏ وعلى الظالم أن يتحمل عاقبة ظلمه‏.‏


‏4-‏ وقوله‏:‏ وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين يقرر من خلاله مبدأ المساواة بين المواطنين من مسلمين وغيرهم في مؤازرة الدولة اقتصاديا حال محاربتهم للأعداء‏,‏ كما يقر فيه ضرورة الموالاة والنصرة بين الطرفين ضد العدو. ‏


الجريدة الرسمية