السراج وباشا آغا.. صراع مراكز القوى يشتغل في حكومة الوفاق
تتسارع وتيرة الأحداث في طرابلس مع استمرار الحراك الشعبي الرافض للأوضاع المتدهورة، التي قادت حكومة فايز السراج العاصمة الليبية إليها، وكشف أيضا القناع عن الصراع الدائر داخل أركان البيت السياسي لحكومة الوفاق، المتجلي في محاولة الانقلاب على السراج.
وكانت مصادر إعلامية
ليبية قد أفادت، أمس الجمعة، بأن مجموعات طرابلس في القوة المشتركة أحبطت انقلابا خطط
له وزير الداخلية المقال فتحي باشا آغا، ورئيس المجلس الأعلى للدولة بحكومة الوفاق
خالد المشري، وتنظيم الإخوان الإرهابي، فما كواليس هذا الانقلاب، والأحداث التي قادت
إليه؟
في العاصمة الليبية،
بدأت الأمور تتعقد منذ نحو أسبوع بالنسبة لحكومة فايز السراج، فالشعب لم يعد قادرا
على تحمل الفساد وسوء الأوضاع المعيشية التي يواجهها بفضل قيادته، بالرغم من توفر الأموال
والعائدات من موارد البلد الغني.
وكانت أولى ارتدادات
هذا الحراك، قرار المجلس الرئاسي إيقاف وزير الداخلية فتحي باشا آغا عن العمل، للتحقيق
معه في ملفات لها صلة بهذه التظاهرات. وتم تكليف وكيل وزارة الداخلية خالد التيجاني
بتسيير مهام الوزارة.
وحسب ما رشح من
تقارير إعلامية، فإن إقالة باشا آغا، تأتي في سياق محاولة انقلاب ضد السراج، بتنسيق
مع تنظيم الإخوان ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري.
التقارير أشارت
أيضا إلى أن مجموعات طرابلس في القوة المشتركة، هي من أحبطت الانقلاب المخطط له، كما
توقعت تلك التقارير صدور قرارات تكميلية ضد قيادات تنظيم الإخوان المتغلغلة في السلطة.
وكشفت هذه الأحداث،
عن خلافات نشبت خلال الفترة الماضية بين بعض الميليشيات الداعمة للسراج، وقوات وزارة
داخلية حكومة الوفاق.
وكان باشا آغا
قد اتهم كتائب وجماعات مسلحة موالية لحكومة السراج، بفتح النار على المتظاهرين وشن
حملة اعتقالات بحقهم، نافيا ارتكاب القوات التابعة له اعتداءات على الحراك الشعبي.
كما أبدى وزير
الداخلية الموقوف استعداده للمثول للتحقيق، مطالبا بأن تكون المساءلة علنية.
ويرى مراقبون أن
زيارة باشا آغا والمشري إلى تركيا، قد تكون لها صلة بالمخطط الانقلابي، الذي لم تتكشف
بعد كل أسراره.