رئيس التحرير
عصام كامل

كيف جسد عبد الرحمن الشرقاوي حياة "الحسين" واستشهاده

مسجد الحسين بالقاهرة
مسجد الحسين بالقاهرة

تحل اليوم السبت الموافق العاشر من شهر محرم، ذكرى استشهاد الحسين بن علي حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في حادثة كربلاء الشهيرة، والتي تعتبر إحدى النقاط السوداء في تاريخ الأمة الإسلامية.

 

 

وتعد مسرحية "ثأر الله"، للكاتب والأديب الراحل عبد الرحمن الشرقاوي، من أعظم الأعمال الأدبية التي جسدت حياة حفيد رسول الله، من الطفولة إلي الشهادة، وذلك من خلال جزئيها "الحسين ثائرًا" و"الحسين شهيدًا" الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب عام 1969.

 

 

نجح الشرقاوي بأسلوبه الرصين، وبلاغته العالية، حياة الحسين "سيد شباب أهل الجنة"، متطرقا لموقفه الذي رفض من خلاله إعطاء البيعة ليزيد بن معاوية عام 60 من الهجرة، وتطور الأحداث بعد ذلك حتى يوم استشهاده، في كربلاء بالعراق.

 


اختار عبد الرحمن الشرقاوي بداية رائعة الخالدة "الحسين ثائرًا وشهيدًا"، بوفاة الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وأخذ البيعة لـ"يزيد" ابنه، وهو الأمر الذي ولدت منه بطولة الحسين الذي ظهرت جلية في تلك الفترة، حيث وقف موقفًا صارماً ضد هذه البيعة، باعتبارها ستكون بداية تحويل الخلافة الإسلامية إلى ملك وراثي.


وبشكل مبسط وسلس تناولت المسرحية الحوارات وأحاديث النفس بين الحسين وبني أمية، حيث يقرر بعد منام رآه أن يقف في وجه بيعة يزيد، ويتحدى ما هو قادم.

 




ويتطرق عبد الرحمن الشرقاوي، إلى طلب يزيد بن معاوية أن يبايعه الحسين فقط، ويقول "كلمة" أوافق علي البيعة، ليرد الحسين على طلبه بخطاب بليغ يعد من أشهر المقاطع الكلاسيكية في تاريخ المسلمين، وذلك بقوله:


"أتعرف ما معنى الكلمة؟
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمة
وقضاء الله هو كلمة
الكلمة لو تعرف حرمه زاد مزخور
الكلمة نور ..
وبعض الكلمات قبور
وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبي وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة 
عيسى ما كان سوى كلمة
أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم ..
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة مسؤولية
إن الرجل هو كلمة
شرف الله هو الكلمة".

 

وضع عبد الرحمن الشرقاوي شخصية الحسين بن علي رضي الله عنه، وكلمته في مخاطبا ضمير المسلمين الصامتين الساكتين عن قول الحق في كل زمان ومكان.

 

 

 

وفي مثل هذا اليوم 10 محرم عام 61 هجريا، استشهد الحسين في معركة الطف بكربلاء، ولم يكن معه يوم المعركة سوى 32 فارسًا و40 راجلا فقط.

الجريدة الرسمية