33 عامًا على رحيل الفنان الفلسطيني ناجي العلي
فى يوليو 1987 أطلق مجهول رصاصة من مسدس كاتم للصوت على عبقرى الكاريكاتير الفنان الرائع ناجى العلي، وهو فى طريقه إلى مكتب صحيفة القبس الكويتية بلندن فأصابته فى وجهه ونقل على إثرها إلى المستشفى واستمر فيه أكثر من شهر فى العناية المركزة حتى رحل فى مثل هذا اليوم 29 أغسطس عام 1987 عن عمر ناهز خمسين عامًا.
رسم ناجى العلى بيروت فى مراحل متعددة وظروف مختلفة مثل الحرب الأهلية التى اندلعت فيها، والاعتداءات الإسرائيلية فى مراحل مختلفة عليها ووقوعها فريسة للفتنة الطائفية، فرسم لوحاته تنزف دمًا على بيروت التى أحبها طوال حياته، حيث كان يعتبر قضاياها امتدادًا للقضية الفلسطينية التى يناضل من أجلها.
ولد ناجى العلى عام 1936 فى قرية الشجرة بمدينة الجليل، نزح هو وعائلته فى عام 1948 وهو عام النكبة الفلسطينية إلى جنوب لبنان وعاش فى مخيم عين الحلوة، والتحق بمدارس الأونروا التابعة لاتحاد الكنائس، لكن لشدة فقر أسرته وظروفها القاسية لم يستطع إكمال تعليمه، وبدأ يعمل باليومية فى الغيطان فى قطف ثمار البرتقال ثم التحق بمدرسة راهبات لتعلم الميكانيكا وافتتح بعدها ورشة لتصليح السيارات فى خيمة بمخيم شاتيلا.
ظهر اهتمامه بالرسم خلال اختلاطه بالفنانين المتواجدين معه فى المخيم ثم التحق بصفوف حركة القوميين العرب، وأصدر نشرة سياسية سماها الصرخة.
وبسبب كتاباته ورسومه بالصرخة قبض عليه أكثر من مرة من جانب قوى الأمن اللبنانى، وكان ناجى يرسم على جدران السجون والثكنات العسكرية اللبنانية.
اشترك ناجى العلى فى فرقة المسرح الخاصة بحركة القوميين العرب واتجه إلى رسم الكاريكاتير وكانت أولى رسوماته التى وضعته فى مصاف فنانى الكاريكاتير بالصحف العربية التى نشرها غسان كنفانى فى مجلتي الصرخة والحرية التابعتين لحركة القوميين العرب.
في ذكرى اغتياله.. شخصيات ناجي العلي رمز للواقعية على مر العصور
انتقل إلى العمل بالكويت رسامًا فى مجلة الطليعة ثم السياسة الكويتية، وكانت أولى رسوماته فيها عبارة عن لص يدخل بلدية الكويت ويخرج منها صائحًا سرقونى.
تناول العلى فى رسوماته الثورة الفيتنامية وانتقد الدعم الامريكي لإسرائيل وعلاقات إيران بتل أبيب فى عهد الشاه، ودعم المقاومة الفلسطينية فى صحف السفير والقبس ولازمته فى رسوماته شخصية حنظلة حتى آخر لحظة فى عمره.