رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى أمين يكتب: عندما مات شاعر الحب

مصطفى أمين
مصطفى أمين


فى جريدة الشرق الأوسط أغسطس عام 1994 كتب الكاتب الصحفى مصطفى أمين مقالا عن الشاعر الغنائى مأمون الشناوى قال فيه: هل سمعت أم كلثوم وهى تشدو "أحب تانى ليه .. وأقول لقلبى ايه" هل سمعتها وهى تقول "كان لك معاى .. أجمل حكاية فى العمر كله .. سنين بحالها مفيش جماله فى حب قبله".

 


هل سمعت فريد الأطرش يغنى حبيب العمر حبيتك واخلصت فى هواى عمرى، هل سمعت عبد الحليم حافظ وهو يطربك ويغنى أغنية "فى يوم من الايام كان لى قلب ، ويا المحبة هام وياريت ماحب".


إن صاحب هذه الكلمات الراقية هو الشاعر مأمون الشناوى، وهو لم ينظم هذه الكلمات والأغانى ليغنيها ملوك الطرب والغناء وإنما نظمها ليعبر عن هواه وغرامه وعشقه وحبه لنساء كثيرات.


فكل أغنية من أغانيه هى قصته مع واحدة من هؤلاء الحبيبات المجهولات، يبكى مع واحدة ويضحك مع الأخرى، يسعد مع الأولى ويشقى مع الثانية، امرأة تهجره وأخرى يهجرها هو.


سألته يوما كم مرة أحب فى حياته؟ فقال إنه أحب مائة مرة وتزوج مرتين وكان حبه لفاطمة أم أولاده أقوى وأعظم حب. وكان يقول لها دائما:
كان لك معايا ..أجمل حكاية ..فى العمر كله 
سنين بحالها ..مفيش جمالها ..فى حب قبله 
واحب تانى ليه ..واقول لقلبى ايه ..دا مستحيل ..قلبى يميل 
والحب هو الذى حوله من تلميذ خائب إلى شاعر عظيم، مات الحب وولد شاعر الحب، لقد أحب فاطمة ابنة حى السيدة زينب أجمل بنات الحى خفيفة الدم وفى عينيها سحرا، استمر هواه لها سبع سنوات ورفض الأب محجوب افندى وكان عمرها 13 عاما، اتفقت مع مأمون على الهرب.

حكاية 100 جنيه أشعلت الثورة فى مكتب مصطفى أمين 


وفى منزل صديقه إبراهيم فريد استدعى المأذون وعقد الزواج، ليذهب إلى والد العروس محجوب أفندى ويقول له: لقد تزوجت فاطمة.


كتب لفاطمة أغنياته الأولى واتفق مع الملحن محمد صادق على أن يغنى هذه الأشعار لتبثها الإذاعة المصرية الوليدة عام1934 ، وتصبح أغنيات مأمون رسائل غرام علنية موجهة لفاطمة ابنة الجيران, وتفهم ابنة الجيران رسالته فتبادله حبه.


الجريدة الرسمية