رئيس التحرير
عصام كامل

«عم حارث».. 47 سنة في « عشق التتش».. بدأ رحلته في الجزيرة من حمام السباحة.. وجيل السبعينيات الأقرب إليه

عم حارث
عم حارث

«حب الأهلي لا يقدر بمال».. شعار رفعه «عم حارث» عامل المهمات الشهير «التاريخي» في فريق الكرة بالنادي الأهلي، الذي ضرب المثل الأروع في عشقه لتراب الأهلي على مدى 47 عامًا ارتوي فيها ملعب التتش بعرقه وجهده وإخلاصه، حتى تحولت علاقته بجماهير الأهلي إلى علاقة من نوع خاص.

 

وهو ما دفع مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة محمود الخطيب للموافقة على قرار التجديد له بعد بلوغه سن المعاش، في رسالة جديدة من مجلس بيبو بشأن البقاء للأوفى، وذلك في ظل حالة الجشع التي أصيبت بها أسماء لا حصر لها من اللاعبين الذين قدمهم الأهلي، ومنحهم الكثير.

 

وكانت المحصلة في النهاية الرحيل والتخلي عنه طمعًا في مزيد من الملايين التي صنعوا الكثير منه عن طريق قميص الأهلي واسمه وشعبيته وجماهيريته الطاغية، بحجة الالتزامات كما رددها مؤخرًا لاعب رفض عروض وملايين وقميص الأهلي لهثًا وراء حفنة من الملايين الإضافية تاركًا التاريخ والاسم والكيان وحب الجماهير بلا رجعة.

 

عم حارث 


قرار تجديد مجلس إدارة الأهلي لـ«عم حارث» أقدم عامل مهمات في فريق الكرة بنادي القرن بعد بلوغه الـ60 كان بمثابة رسالة للجميع داخل القلعة الحمراء بشأن مساندة ودعم كل من أفني عمره واجتهد لخدمة الكيان، ولم يتلاعب بالعبارات الرنانة بحثًا عن مزيد من التعاطف الجماهيرى «المفبرك»، وذلك رغم الإغراءات التي يتعرض لها من يرتبط اسم بالنادي الأهلي ومع زيادة أعباء الحياة وإغراءتها المالية التي دفعت بعض لاعبيه «ولاد النادي» للضرب في ظهره، من أجل مزيد من الملايين بحجة تأمين المستقبل رغم أن عمرهم لم يتجاوز الـ23 عامًا وغيرهم وصلوا إلى عامهم الـ35 وفضلوا الرحيل عن الأهلي تاركين حب الجماهير لهم خلف ظهرهم بحثًا عن ملايين إضافية من أندية لا تحمل ثمن تاريخ وشعبية نادي القرن.


«عم حارث» الذي سبق وأن أعلنها في وقت سابق بعد خسارة بطولة الدوري في نسخته 2003 أنه اليوم الأسوا من وفاة والده ووالدته بعد ضياع اللقب في المباراة الأخيرة أمام إنبي في مباراة سيد عبد النعيم الشهيرة لم يخرج مثل غيره من اللاعبين ليتشدق بحب الأهلي «كذبًا»، لكنه كان صريحًا واضحًا عاشقًا لتراب النادي الذي يعترف دائمًا أن «لحم كتافه من خيره».

 

بداية المسيرة


بدأ عم حارث مسيرته الناجحة داخل الأهلي في عام 1973، حيث كانت ضربة البداية في حمام السباحة الذي استمر به لمدة عام واحد فقط، قبل أن تتحول مهمته إلى الفريق الأول لكرة القدم بالنادي، حيث انطلق وسط جيل العمالقة من اللاعبين وارتبط بعلاقات قوية مع الجميع حتى المجري هيديكوتي أحد أشهر من تولوا تدريب الشياطين الحمر كانت علاقته به قوية للغاية.


علاقة «هيديكوتي» القوية مع «عم حارث دفعت المدرب الشهير لزيارته في منزله موسم 78 بعد أن غاب الأخير عن المران عدة أيام بسبب مرضه، حيث توجه الأسطورة المجرية الشهيرة إلى معقل عم حارث في عزبة الصعايدة المنطقة الشعبية الشهيرة في إمبابة لزيارته والاطمئنان على حالته.

 

ولم تتوقف المواقف التاريخية التي دفعت عظماء الأهلي لدعم ومساندة «عم حارث» عند حد الموقف السابة، فالجميع لا يزال يتذكر الواقعة الأشهر عندما توجه أسطورة الكرة المصرية محمد أبوتريكة بالتوجه إلى عزبة الصعايدة في «توك توك» من أجل حضور حفل زفاف ابنة «عم حارث»، وهو ما لم ينسه عم حارث ودائمًا يتحدث عنه في كل مكان نظرًا لعلاقته الوطيدة بالماجيكانو أبوتريكة.

 

أبو تريكة


علاقة عم حارث مع «أبوتريكة» امتدت أيضا إلى ارتباطهما سويًا في التدريبات اليومية، حيث اعتاد العامل الأصيل فتح النادي فجرًا لاستقبال أبوتريكة من أجل صلاة الفجر معه، والإفطار يوميًا من أجل الاستعداد للتدريبات الصباحية التي كانت تنطلق في الثامنة صباحًا في ولاية الأسطورة البرتغالية مانويل جوزيه.

 

وإذا كان «هيديكوتي» و«أبوتريكة» ارتبطا بشكل إنساني مع «عم حارث»، فإن الأمر امتد ايضًا إلى البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني الأسبق للنادي الأهلي الذي عقد جلسة شهيرة مع عم حارث من أجل مطالبته بالتوقف عن مهام عمله الممثلة في وضع الأقماع أدوات التدريب في ملعب التتش قبل التدريبات كما اعتاد، مؤكدًا له وقتها أنها من صميم عمله كمدير فني، وأنه يتقاضى أجرًا نظير القيام بهذه الأمور التحضيرية للتدريبات، وهو ما تقبله عم حارث قبل أن يعود لنفس الواجبات بعد ذلك بعد رحيل الأسطورة البرتغالي جوزيه.

 

الخطيب


علاقة «عم حارث» أيضا مع أسطورة الأهلي والكرة المصرية والأفريقية والعربية محمود الخطيب، تحمل الكثير من العشق والارتباط حيث يؤكد عم حارث أن «بيبو» يبقي من أعظم اللاعبين والمسئولين الذين تعامل معهم داخل النادي، منذ أن كان لاعبًا، ثم مسئولًا بمجلس الإدارة وصولًا إلى رئاسة النادي.

 

ويشدد دائمًا على أن الخطيب «حاجة تانية» إنسانيًا وخلقيًا واجتماعيًا ورياضيًا، مستشهدًا بتقديره له حتى الآن عندما يقابله ويوجه له تحيته الشهيرة «ازيك يا عم حارث» في إشارة إلى العلاقة التاريخية التي تربطه به منذ كان لاعبًا في السبعيينات.

 

ويؤكد عم حارث أيضا أن جيل السبعينيات «الجيل الذهبي» هو الجيل الأعظم في تاريخ القلعة الحمراء، كما يرتبط عم حارث بعلاقة ولا أروع مع الأسطورة الراحل محمود الجوهري الذي يؤكد أنه الأفضل في مسيرته العملية داخل النادي الأهلي على مستوى المدربين الوطنيين الذين تولوا القيادة الفنية للمارد الأحمر مع تقديره لجميع الأسماء التي تولت المهمة أيضا وقادت نادي القرن للتتويج بدوري أبطال أفريقيا في ظروف صعبة.

 

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية