تنتج 50% من عطر العالم.. "جنة الياسمين" بالغربية رائحة أتلفها كورونا وكبدها خسائر بالملايين
على بعد كيلومترات من قرية شبرا بلولة التابعة لمركز قطور بالغربية يفوح عبق الياسمين حيث يتم إنتاج أكثر من نصف العجينة الخاصة باستخراج عطر الياسمين في العالم، حتى أُطلق عليها منذ عشرات السنين "جنة الياسمين المصرية".
تلك القرية الصغيرة تخصص أهلها في زراعة الياسمين منذ عدة سنوات، وتحولت بأيديهم دون غيرهم إلى قبلة لصناعة العطور فى الشرق الأوسط وليست بمصر فقط، ومع تفشي فيروس كورونا تأثرت تلك المهنة التى لم يتعلم أهلها غيرها فهناك منتجات بملايين الجنيهات لم يستطع الأهالى بيعها للمستورد.
وقال الحاج حمادة الشرقاوى، أحد أكبر التجار بها: إن أول مصنع للزيوت العطرية أُنشأ في
مصر، وكان صاحبه أحمد فخري أول من أدخل شجرة الياسمين إلى مصر في
الستينيات، وجلبها من مدينة غراس في فرنسا حيث كان يدرس بها.
وأضاف: "العطور سلعة ترفيهية فهى أكثر سلعة تأثرت بالفيروس بالنسبة للأسعار والركود فى السلعة مع التضخم والكساد الذى حدث بالسوق ولدينا خامات بالملايين من الموسم الماضى لم نستطع بيعها حتى الآن منذ بداية الجائحة".
وتابع: "لا يوجد خلاف أن العالم قبل كورونا شيء وبعد كورونا شيء آخر تمامًا".
وعن تأثير كورونا عن المساحة المنزرعة قال "الشرقاوى": "ذلك ليس له علاقة بالمنزرع والأزمة ليس في المنتج بل السوق، ومنذ يناير الماضي ونعاني من قلة الطلب على المنتج علاوة عن تسريح آلاف العمال".
وأردف: "سوق الإنتاج لن يتعافى قبل عام 2023 لأن الانتعاش التدريجي بعد كورونا يشمل الأشياء الأساسية مثل الأكل والشرب والملبس وليس الأشياء الترفيهية".
وعن بداية الموسم قال: إنه يبدأ من شهر يونيو حتى نوفمبر، والآن الموسم بدأ من 15 يوليو وينتهي في 30 أكتوبر المقبل، مشيرًا إلى أن الموسم تقلص من 6 شهور إلى 110 أيام إضافة إلى انخفاض سعر الخام لأنه ليس هناك إقبال من الخارج.
وعن أسعار الياسمين قال "الشرقاوى": "الفدان كان يصل إلى 200 ألف جنيه ووصل حاليًا إلى 120 ألفًا، كما أن سعر كيلو زهور الياسمين حاليًا 30 جنيهًا بدلًا من 40 جنيهًا".