رئيس التحرير
عصام كامل

مخططات «أردوغان» لنشر أفكار «الخلافة الإسلامية» في أفريقيا وآسيا .. المراكز الثقافية والجمعيات الخيرية ستار تمرير الأفكار المتطرفة

الرئيس التركي أردوغان
الرئيس التركي أردوغان

«توسيع مناطق النفوذ في دول العالم».. حلم مجنون يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتحقيقه بأى وسيلة ممكنة، شرعية كانت أو غير شرعية.

 

مخططات أردوغان

 

وفي هذا الإطار يتخذ «أردوغان» خطوات متسارعة لاختراق تلك الدول باستخدام الإسلام ستارا لهذه العمليات؛ لتحقيق أهدافه وكسب مساحة أوسع من الدعم والتأييد الشعبي بين المجتمعات المسلمة.

 

ويرفع شعارات إسلامية رنانة تجذب آذان البعض، عبر المنظمات الخيرية واختراق المساجد والمراكز الثقافية التركية المنتشرة في عدة أقطار.

 

المخابرات الهندية

 

وفي تقرير صادر مؤخرًا عن المخابرات الهندية، تجلى الدور الذي تلعبه تركيا مع مجموعات هندية أصولية، عن طريق عقد ندوات دينية، تستخدم لزرع بعض الأفكار الخاصة بالخلافة الإسلامية بقيادة تركية في عقول المواطني.

 

كما أظهر التقرير أن أجندة أردوغان السياسية دفعت حكومته إلى توسيع نفوذها بين المسلمين في جنوب آسيا، ولا سيما في الهند وباكستان، فأقامت البعثة الدبلوماسية التركية في نيودلهي تحالفات مع المنظمات غير الحكومية الهندية.

 

كما تختار تركيا بعض العناصر التي تظهر ولاءها إلى أنقرة لتعزيز علاقتها بتركيا ومواصلة نشر أفكار أردوغان التوسعية هناك.

 

يذكر هنا أن العلاقات (التركية – الهندية) توترت في السنوات الأخيرة بسبب دعم تركيا لباكستان في قضية كشمير، التي نشأ بشأنها النزاع (الهندي – الباكستاني) منذ تقسيم الهند عام 1947.

 

وظلت التوترات متواصلة منذ أن أقرت الهند تعديلًا دستوريًا في أغسطس 2019 بإلغاء الوضع الخاص والحكم الذاتي لكشمير، ومنذ ذلك الحين، أثارت تركيا قضية كشمير في مختلف المؤتمرات، وساندت باكستان في التغلب على قيود عقوبات الإرهاب المفروضة عليها.

 

المنح والمراكز الثقافية 

 

التقرير ذاته أظهر أيضا تورط بعض المجموعات الهندية المسلمة مع أفراد من عائلة أردوغان بشكل مباشر، وحاولت التستر وراء بعض الأفكار الإسلامية لاختراق المعاهد التعليمية الدينية والمنظمات غير الحكومية لاختراق العقول.

 

كما قدمت تركيا منحا دراسية وبرامج تبادل الطلاب الهنود المسلمين للدراسة في تركيا، من خلال المنظمات غير الحكومية التي ترعاها الدولة، وبمجرد وصول الطلاب إلى تركيا يتم التواصل معهم من قبل جهات استخباراتية تركية.

 

وفي هذا الإطار يتضح أن عائلة أردوغان أنشأت مؤسسة للشباب تدعى TÜGVA، وهي مفترض أن تكون مركزا لغويا ثفافيا تموله الحكومة التركية، ومؤسسة ديانت التركية، مؤسسة خيرية مرتبطة بمديرية الشئون الدينية التركية، وتقدم منحا دراسية للشباب في الهند، ويسيطر عليها نجل أردوغان" بلال"، الذي يؤدي دورًا مهمًا في نشر أيديولوجية أردوغان الإسلامية المتطرفة، وفي السيطرة على المجال الديني للمجتمع التركي.

 

وكان أردوغان قد وصف هدف TÜGVA والمنظمات الخاصة بعائلته الأخرى بأنها «تعمل من أجل بناء حضارة جديدة»، وهي مؤسسات خيرية شبه رسمية تابعة للنظام.

 

ترويج الخلافة

 

وتتجذر الأسس الأيديولوجية للمؤسسات التابعة لعائلة أردوغان، في نشاط الإسلاميين السياسيين ذوي الميول الجهادية، ويشرف عليهم المفتي التركي خير الدين كرمان، والذي سبق وأعلن أردوغان خليفة للمسلمين، وصاحب الرأي القائل بأن جميع المسلمين في أنحاء العالم ملزمون بدعم أردوغان كواجب مقدس.

 

وهو يمثل النسخة التركية للأب الروحي الحالي لجماعة الإخوان الإرهابية يوسف القرضاوي، الذي أيد العمليات الانتحارية والتمرد المسلح في سوريا، كما يساند تلك المؤسسات أيضا نور الدين يلدز، وهو رجل دين متطرف مقرب من الرئيس التركي، يدافع علانية عن الجهاد المسلح.

 

ويصف الديمقراطية بأنها نظام للكفار ويقول إنه لا يمكن استخدامها إلا كوسيلة للخداع للوصول إلى السلطة، كما يعود إلى نفس الشخص السبب في تطرف ضابط الشرطة الشاب التابع للنصرة الذي اغتال السفير الروسي في تركيا في ديسمبر 2016.

 

كما عمل «أردوغان» طوال السنوات الماضية، على استغل الأعمال الخيرية للترويج لأجندته التخريبية في قارة أفريقيا، من خلال المدارس والجمعيات التي أنشأتها مؤسسة تدعى مؤسسة «الهدى» المرتبطة بعائلة أردوغان.

 

اختراق إفريقيا 

 

وبحسب وثائق نشرها موقع «نورديك مونيتور» السويدي، فقد طالب أردوغان بضرورة دعم مشروعات مؤسسة الهدى في القارة السمراء، في إطار سياساته التوسعية التخريبية.

 

وأظهرت مكالمة مسربة، دارت بين أردوغان ومصطفى لطيف طوباش، رجل الأعمال المقرب منه، وشريك ياسين القاضي، الذي اتهمته وزارة الخزانة الأمريكية ولجنة عقوبات الأمم المتحدة، بتمويل أنشطة خاصة بتنظيم القاعدة الإرهابي، يتكشف خلالها النشاط الذي مارسته مؤسسة الهدى في دول مثل الصومال والسنغال ومالي والنيجر.

 

وفي هذا السياق قال المحلل السياسي التركى المعارض، جودت كامل، إن «أردوغان يؤمن بأن راية الخلافة سوف ترفرف على أرض تركيا من جديد وسيستعيد معها إرث الدولة العثمانية، موضحًا أن الرئيس التركي يحاول أن يوجه رسالة إلى المسلمين أجمع في العالم الإسلامي، مفادها أن تركيا حاميهم والملاذ الآمن لهم».

 

وأضاف المحلل السياسي التركي: مع الأسف الكثير من المسلمين يصدقون هذه الرسالة التركية بسبب ضيق المنظور الخاص بهم، بسبب الظروف التي تمر بها بلادهم، ويرون في أردوغان فرجا من السماء لحل مشاكلهم، في الوقت الذي يحاول فيه أردوغان أن يقدم نفسه على أنه منقذ العالم الإسلامي، وهي أمور كلها تتنافى مع واقع المصالح التي تدفع الرئيس التركي إلى مواصلة خداعه للمسلمين في دول العالم.

 

«جودت» أوضح أيضا أن «طموحات أردوغان في الخلافة تعد خيالات ليس لها أي علامة تشير إلى إمكانية تحققها على الأرض، فلم يبق دولة إسلامية إلا ولها مشكلات مع تركيا».

 

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية