رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء محمد نجيب يطالب بدعم الصحافة للثورة

اللواء محمد نجيب
اللواء محمد نجيب

فى مجلة المصور عام 1953 وفى بدايات الثورة كتب اللواء محمد نجيب رئيس مجلس قيادة الثورة ــــ الذي رحل فى أغسطس 1984 ــــ مقالا عن الصحافة وما يجب أن تكون عليه فى ظل الثورة قال فيه:


كنت أنتظر ولا زلت أنتظر أن توجه صحافة مصر قوتها كلها ــ وهى خطيرة ـــ لإرساء قواعد هذا النظام الذى ليس ثمة وريث له إلا الظلم والطغيان والفوضى.

 


وأنا ممن يقدسون حرية الرأى ويؤمنون بأن صوته ينبغى أن يرتفع طليقا من كل قيد.. إلا أنى مؤمن أيضا بأن بعض الناس لا يريدون أن يفهموا الحرية إلا على أنها الفوضى، ولا يريدون أن يفهموا الانطلاق من القيود إلا على أنه انطلاق للتخريب وتحقيق الغايات وزعزعة الخواطر.


لقد عرفت من الصحفيين من لم يشك من المراقبة حتى الآن شكاية واحدة، ذلك لأنهم لم يجنحوا مرة واحدة إلى ما يرى فيه المسئولين مساسا بالمصلحة العامة فيصادرونه.. ولا إلى ما يرون فيه محاولة لتمزيق الصفوف فيوقفونه، ولا إلى ما يرونه سما مدسوسا فى الدسم فيقضون عليه حماية للناس من أخطاره.


ولا شك أننا تساهلنا كثيرا وتسامحنا كثيرا مما أغرى البعض بنا وجعلهم يظنون أن تساهلنا ليس إلا ضعفا، ويعلم الله عز وجل الذى منحنا كل أسباب القوة إنه ليس بنا ذرة من ضعف لكنه لين الأقوياء الذين يفرقون بين القوة والطغيان، وبين الاعتداد بالنفس والغرور بها.

 

اللواء محمد نجيب يتحدث عن صورة مصر الغد


لسنا نريد من الصحافة والصحفيين أن يتحولوا إلى فرقة من المطبلين تسير فى موكبنا فليس فى ذلك إرساء لقواعد هذا النظام ولا إعلاء لبنيانه.. وإنما نريدهم أن يعينونا إذا رأونا على حق، وأن يسددونا إذا رأونا على باطل، وألا يكتبوا الكلمة إلا بعد أن يستفتوا ضميرهم الوطنى فيها، ولا ينشروا المقالة إلا بعد أن يستأذنوا مصر.. لا الرقيب ولا محمد نجيب فى نشرها.

 

ولا أحسب صحافة مصر ‘لا مقدرة لخطر رسالتها وخطر أثرها فى حياة الأمة، ولا أحسبها كذلك إلا حريصة على ألا يسجل عنها التاريخ أنها خرجت عن الصف فى وقت كانت فيه بلادها تخوض معركة الحياة أو الموت.

الجريدة الرسمية