الملك فاروق يصادر مجلة المصور بسبب أخطاء ناريمان اللغوية
فى كتاب موسوعى عن الصحفى الساخر فكرى أباظة أعده الكاتب الصحفى صبرى ابو المجد تحت عنوان (فكرى اباظة الثائر ) تناول فيه جوانب متعددة من حياته محاميا وصحفيا ومجاهدا سياسيا وأديبا ووطنيا وكاتبا صاحب قضية وصاحب قلم وصاحب مبدأ مناهضا للاحتلال ومهاجما له ولممثليه فى مصر فتعرض للمحاكمات ولمآزق عديدة طريفة فى حياته تعرض لها خلال عمله الصحفى تهددته بالخطر والمحاكمة .
وتكررت المآزق التى وقع فيها فكرى اباظة مع القصر الملكى وهذه المرة مع الملك فاروق فى أواخر عهده حيث كانت الاشاعات قد ملأت الدنيا بأن فاروق سيتزوج من الانسة ناريمان صادق ابنة احد اكبر رجال وزارة المواصلات بعد طلاقه للملكة فريدة وعندما اصبح الخبر شبه مؤكد رأى المرحوم طاهر الطناحى ان يحقق للمصور نصرا صحفيا يسبق اعلان الخطبة الملكية .
نشر صورة ناريمان على الغلاف وتحتها اسمها فقط، أما فى الداخل فنشر صفحتين بعنوان (من كراسة الإنشاء الخاصة بناريمان )ثم اورد الموضوع من كراسة الانشاء، وكانت قد قالت فى موضوع انها تعتبر عيد الهجرة النبوية عيدا وطنيا اسلاميا، أما عيد ثورة 1919 فهى تعتبره عيدا وطنيا فحسب، ثم انها تتمنى ان تعيش حتى تشهد عيد الجلاء ..الى هنا والامر لاغبار عليه .
لكن المحرر ذكر ان مدرس اللغة العربية قرر لها الدرجة وهى 15 من 20 لان الموضوع فيه ثلاثة اخطاء نحوية فقط.
وقبل ان يوزع المصور كانت كتيبة من رجال البوليس قد احاطت بدار الهلال وصودرت جميع الاعداد، وقدم فكرى اباظة الى المحاكمة بصفته رئيس التحرير المسئول ، وكان رئيس المحكمة حافظ سابق وممثل الادعاء كامل القاويش .
وجاء فى الاتهام لفكرى اباظة أن الانسة ناريمان هى مليكة البلاد القادمة وان نشر اخطائها اللغوية والهجائية والنحوية معناه ان مليكة البلاد لا تجيد لغة البلاد .
واعترض فكرى اباظة فى دفاعه على هذا الاتهام، مؤكدا ان الموضوع لم يتعرض لها كملكة للبلاد لان هذا سابق لأوانه ولم يحدث رسميا، وان الموضوع تعرض لها كطالبة، وكان هذا موضوع الإنشاء الذى كتبته، ثم ان الاخطاء فى موضوعها قليلة جدا .
واضاف اباظة ان موضوع ناريمان يشرف كل ملكات العالم لأن 15 من 20 درجة جيدة جدا تدل على كفاءة، متسائلا: هل يسمى ذلك عيبا فى الذات الملكية؟
وصدر الحكم برفض المصادرة وسقوط تهمة العيب فى الذات الملكية، الا ان الحكومة لم تفرج عن النسخ المصادرة، والملك ظل غاضبا .
فما كان من وزير الداخلية فؤاد سراج الدين الا ان استدعى فكرى اباظة ومعه الاستاذ اميل زيدان صاحب الدار وبذل سراج الدين جهدا مع القصر لعلاج الموقف منها اتصالات مستمرة مع الملك نفسه .
الملكة ناريمان توقع إقرار صلاحيتها للزواج
استقر الاتفاق على ان يفرج عن المجلة بعد ان ينزع منها الموضوع من داخلها وان ينزع اسم ناريمان من تحت صورة الغلاف وتسويد الاسم بالحبر الاسود .
واعترض الوزير المرحوم عبدالفتاح حسن بأن تلطيخ الاسم بالسواد سيكون شؤما على العروس واقترح بدلا منه اللون الوردى القاتم ـــ لكن النتيجة كانت واحدة ، واخيرا تقرر تمزيق الاسم من فوق غلاف كل نسخة تمزيقا منظما، وبدا الغلاف عجيب الشكل، واستراح الملك ووزعت المجلة ونجى فكرى اباظة من العقاب .