نقيب الفلاحين: خفض وزن رغيف الخبز يهدف لوصول الدعم إلى مستحقيه
أثار قرار وزارة التموين والتجارة الداخلية بتخفيض وزن رغيف الخبز إلى 90 جراما لتوحيد أوزان أنواع الخبز المدعم الذى يتم إنتاجه وطرحه للمواطنين على بطاقات التموين بسعر ٥ قروش للرغيف موجه من التكهنات بشان هل هذة مقدمة لتحرير سعر رغيف الخبز باعتبارة يمثل 70 % من غذاء المواطن وهل هذا الوقت هو التوقيت المناسب.
الحاج حسين عبد الرحمن نقيب الفلاحين كشف العديد من الأسرار لـ"فيتو" فى سطور هذا الحوار التالي:
ما رأيك في خفض وزن الرغيف المدعم؟
يجب أن نعرف من البداية ان خفض وزن رغيف الخبز ليس له علاقة بإنتاجية مصر من الأقماح وإنما يأتي ذلك في إطار تنظيم الدعم وضبط المنظومة لضمان وصول الدعم لمستحقيه خاصة وأن تنظيم الدعم المرتبط برغيف الخبز، في صالح الفقراء ويمنع التلاعب الذي يتم من خلال أصحاب المخابز .
ويجب النظر في تغيير طريقة دعم رغيف الخبز بالإضافة إلى أن سعر رغيف الخبز المدعم خمسة قروش لم يتغير منذ الثمانينيات وأصحاب المخابز هم أكثر المستفيدين من بقاء هذه المنظومة وبات من الضروري النظر بجدية في منظومة دعم الخبز.
هل مع الوقت يمكن تحرير الرغيف من الدعم؟
*يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا لأن الاستمرار في دعم رغيف الخبز بهذه الطريقة إلى ما لا نهاية خطأ فادح يعرقل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الأقماح ويقضي على كل جهود الدولة لتحقيق هذا الحلم ويكلف الميزانية العامة ملايين الدولارات.
وبرغم زيادة المساحات المنزرعة من القمح إلى 3.3 مليون فدان قمح وإنتاج أكثر من 8.5 مليون طن إقماح محلية والجهود الكبيرا في تقليل الهدر في التخزين بإنشاء الصوامع الحديثة وتوفير أصناف الأقماح عالية الإنتاجية إلا أننا ما زلنا نستورد أكثر من 12 مليون طن من الأقماح سنويا حتى أصبحنا أكثر دول العالم استيرادا للأقماح، حيث تحتاج الحكومة وحدها لنحو 10 ملايين طن قمح تقريب لدعم وإنتاج رغيف الخبز تحصل منهم على نحو 3.5 مليون طن من الاقماح المحلية وتستورد الباقي من الخارج.
وهل هذا التوقيت مناسب لخفض وزن رغيف الخبز؟
وزارة التموين تستهلك نحو 800 الف طن من الأقماح شهريا لإنتاج رغيف الخبز فيما يستهلك المواطن المصري نحو 180 كيلو من الاقماح سنويا وهو أعلى استهلاك سنويا للمواطنين على مستوى العالم حيث يتراوح معدل الاستهلاك العالمي للفرد في العالم ما بين 70 إلى 80 كيلو وبالتالى دعم رغيف الخبز يزيد من معدل استهلاكه ويجعل البعض يستخدمونه لتغذية المواشي والدواجن بديلا عن الاعلاف لرخص ثمنه وقدرت منظمة الامم المتحدة للاغذيه "فاو" في تقرير لها ان مصر سوف تستورد 15 مليون طن من الاقماح عام 2028 لتوفير الخبز المدعم للاعداد المتزايدة من السكان.
الحكومة المصرية لن تقبل على اتخاذ خطوة رفع الدعم عن رغيف الخبز أو خفضه لانها ستواجه معارضه قويه من الفقراء الذين ولدوا وشبوا وشاخوا على تسمية الخبز بالعيش واعتادوا على ثمنه الزهيد كما ستتعالي اصوات من ينتهزون الفرص لكي ينفخوا في النار ولكن من الشجاعه ان ينادي الفقراء انفسهم بتغيير نظم دعم رغيف الخبز كأن يطالبوا بدعم نقدي بدلا من دعم رغيف الخبز الذي يذهب اغلبية دعمه لجيوب الفاسدين حتى اصبح امتلاك مخبز لإنتاج الخبز المدعم دليل على الثراء ومصدر يدر أموالا هائلة ولذا اطالب جديا بضرورة تحريره ورفع الدعم عنه.
هل يؤثر رفع الدعم عن الخبز على الفلاحين؟
الفلاحين لن يتاثر كثيرا بخفض وزن رغيف الخبز كثيرا لانه يعتمد على الخبز فى المنزل من خلال صناعته بالمنزل كعادة المزارعين جميعا لكن هذا الامر من الممكن ان ينعكس علي سعر اردب القمح بالزياده وبالتالي تنعكس اثاره علي المزارعين بالايجاب وهو الامر الذى يشجعهم على زراعة المحاصيل الاستراتيجية.
كم تنتج مصر من القمح وكم نستورد من الخارج ؟
*مصر تنتج 8.5 مليون طن تقريبا في العام الواحد وتستورد نحو12 مليون طن سنويا أي ان استهلاك مصر اكثر من20مليون طن تقريبا كل عام وهذا يتطلب التوسع فى زيادة المحاصيل الاستراتيجية من القمح والذرة والارز مع توفير عامل الجذب للمزارعيين لزراعة هذة المحاصيل من خلال تطبيق نظام الزراعات التعاقدية وتطبيق المادة 20من الدستور التى تلزم الدولة بتسويق المحاصيل زضمان هامش ربحية للمزارع حتى نخطو نحو تحثيث الاكتفاء الذاتى من القمح.
