أسامة مهران يكتب: ميدان محمول على ضفة نهر (قصيدة)

كرٌ
وفر
مولانا قد يصدر عنه الأمرْ
كان صياحُ الديَّكة
عند الفجر
ملحمةً تتبدّى
في صدر غلامٍ
أثقله الدهرْ
انتصبت أبنيةُ
وانتفخت أشرعةً
وتجمد نهرْ
مولانا قد يصدر عنه الأمرْ

وا ربَّاه
-أواهٌ منك أيا ولدي
أواهٌ
-أواهٌ يا أماه
كانت عدةُ طلقاتٍ
توشك أن تثقب صدرًا
في وسطِ المأساة
لكن جماعات هبّت
من حد الطاعةِ
لحدود الله
انتفضت
وانقضت
واختنقت
في المشكاه
ما ذنب صبيٍ حاولَ
أن يحتج وحيدًا
أن ينطلق بعيدًا
عن محنة عصرِ
عن غيبة أبًّ لا يرعاه
آه..
آه يا أبتاه
مولانا قد يصدر عنه الأمرْ
لا يملك من أعطاني تلك الشفرة
أن أتحرك من دونكَ
يا مستوفٍ
كل شروط القهرْ
وكل صفات الثورة بالإكراه
لا أملك أي قوانينَ
ولا أيَّ دساتيرَ
ولا أيَّ ليالٍ عشر
مولانا قد يصدر عنه الأمرْ
حتى أتخلص من جاثية الخوفِ
ومن حانوت الرحمة
في التوراة
-أصبحت شهيدًا يا ولدي
في ذاك الميدان المبتلْ
بليلة قدرْ
–وضجيج حياة
الكل يغالط في الإصحاحات
وفي الأسفارِ
وفي الأقمارِ
وفي إعداد الصلواتْ
ما من سِفرٍ يمكن أن يتغير فجأة
في مقتبل العمرْ
مجموعات تغتسل بماء الزهرْ
وسواها ينهمر بزمزم
كيما تتخلص من آثام حصرية
وبرامج غيبية
لولاة الأمر
مولانا لا يصدر عنه الأمرْ
يا ويل الأمة في بلدٍ
ضلت إبرةُ بوصلتها
فراحت تؤوى أضرحة
وتخزن أسلحةً
في صهريج الأسرْ
مولانا هل يَصدر عنه الأمرْ؟
حذرتك يا عش غرامي
من أفعى تتمسحُ
في أحراش الأقزامْ
فتموت العزةُ
والتمساح أمامي
يخطف ما يخطفُ
في يوم الغضب الدامي
قدرت قُوايا بالميزان
لا يتأرجح في الأثقالْ
لا يعترفُ بتمثالْ
ويُحدد بطريق آخرَ
ملتحفًا بنواح الشمس الأولى
وصفير الأمثالْ
كان يهدد مشروعَ
الإخوة بالأمسْ
كان يبايع
في ميدانِ بخسْ
كان يواجه هوس السلطانِ
بتاريخ الفرسْ
-جئت لتحبس أنفاسي
أو أحبس أنفاسكْ
وتحذر أنبل حُراسي
لأواجه أشرس حراسكْ
ونبادل غزة بالقدسْ
في العيد الماسي
كرٌ .. فرّْ
شلالات الغضب المرْ
مولانا لم يصدر بعد الأمرْ
تنجرف على دفعات
كسكون الجذوة في القشْ
تنسكب النيران على
فوهة الصيحاتْ
من أطلق هذي الباقة في لحظاتْ
من جاء ليتلو علينا مضضًا من آياتْ
ثم يغيب ليظهرَ
في بضع رصاصاتْ
أفواه تنبض بالإبحارِ
وأخرى تتفادى بطش التيارْ
لا يمكث طفل المعجزة
طويلًا في وجه العصيان
لا يتجاوز توصيات السحرةِ
واستبسال القرصان
لم ينطق صاحب هذا العرسَ
لم تدخل رأسُ في الفأس
أو جثثُ في العشْ
أو ذاكرةُ في النسيانْ
ما كان يكونْ
ما كان يهونْ
البعض يقاومُ
والبعض يخونْ
خرجت أم الأرقامِ
على استحياءْ
كانت تبحث عن مرآةٍ
في بضع سويعاتِ
التعب اليومية
كانت أحلى
ما في الأمسية
كرٌ .. فر
مولانا قد يصدر  عنه الأمرْ
قد يخرج من غفلاتٍ
قد يندملُ
وقد يتناثر كالفضلاتِ
وقد يكتملُ
وقد يتراجع كالثوراتِ
لكن سأعود إليكم
حين يكون الصبح مقيتًا
حين تُساق القاماتْ
لا أستبعد نفسي من تلك الباقاتْ
فالعهدة غلمان تقتحم القصرْ
وجميع الرفقةِ ملتفونَ
على الكرْ
منقسمون على الفرْ
مولانا
لن يَصدر عنه الأمرْ
مولانا
لن يَصدر عنه الأمر.