رئيس التحرير
عصام كامل

طرابلس تشتعل.. انقطاع للإنترنت واحتجاجات حاشدة وإطلاق رصاص على المتظاهرين

مظاهرات طرابلس
مظاهرات طرابلس

قال شهود عيان إن السلطات في العاصمة الليبية طرابلس قامت بقطع الكهرباء والإنترنت مساء اليوم الاثنين عن مناطق وسط المدينة التي تشهد احتشادا ضخما للمتظاهرين المطالبين بإسقاط الحكومة.

 

انقطاع الانترنت


وأوضح الشهود أنهم فوجئوا بقطع شبكة الإنترنت والكهرباء عن ساحة الشهداء والمنطقة المحيطة بها وسط طرابلس.


ودخلت التظاهرات في العاصمة الليبية اليوم الاثنين، يومها الثاني، فيما ردت الميليشيات الموالية لحكومة فايز السراج بإطلاق قنابل الغاز والرصاص الحي.


وردد المشاركون في هذه التظاهرات الهتافات المنددة بحكومة السراج، على خلفية تردي الأوضاع المعيشية، لاسيما انقطاع الكهرباء والماء المتكرر، في بلد يملك أكبر احتياطي من النفط في أفريقيا.


وبحسب شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية، طالت هتافات المتظاهرين المرتزقة السوريين الذين جلبهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى ليبيا للقتال مع ميليشيات فايز السراج، مشيرين إلى أن هؤلاء يقبضون بالدولار فيما تنقطع رواتب الليبيين منذ أشهر.


وطالب المحتجون بإطلاق سراح المتظاهرين المعتقلين الذين خرجوا في احتجاجات، الأحد، في طرابلس.


وأفاد شهود عيان بأن ميليشيا ما تعرف بـ"كتبية النواصي" أرسلت سيارات مدججة بالسلاح في طريق الشط بمحاذاة الميدان بطرابلس، حيث التظاهرات.


وأضاف الشهود أن عناصر الميليشيا أطلقوا أعيرة نارية لترويع المتظاهرين، الذي رددوا بالهتافات المنددة بالميليشيات ووصفوها باللصوص.


وفي وقت لاحق، أطلقت عناصر مسلحة تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وسط العاصمة الليبية طرابلس.


وفي السياق ذاته، خرجت تظاهرات مماثلة في مدينتي الزاوية ومصراتة، الخاضعتين لسلطة حكومة فايز السراج.


وكانت العاصمة الليبية طرابلس، قد شهدت الأحد خروج تظاهرات حاشدة منددة بسلوك حكومة فايز السراج، الذي أدى إلى تردي الخدمات في البلاد الغنية بالنفط.


ولم تفض التظاهرة إلا بعد أن أطلق قوات الأمن النيران على المتظاهرين، في حين وردت تقارير عن وقوع إصابات.


ويقول مراقبون إن هذه التظاهرات خرجت احتجاجا على الفساد المستشري في الحكومة، وغياب الخدمات أو سوئها في كثير من الأحيان، لا سيما انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وإجبارهم على الوقوف أمام محطات الوقود في طوابير طويلة.



التظاهر السلمي من حق المواطن
من جهته، أكد رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، على حق المواطن في التظاهر السلمي والتعبير عن رأيه، مطالبًا الأجهزة الأمنية كافة في العاصمة طرابلس بحماية المحتجين سلميًا، وذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها طرابلس مساء اليوم.


وقال بيان صدر عن رئاسة مجلس النواب اليوم الاثنين "يؤكد رئيس مجلس النواب على حق المواطن في التظاهر السلمي والتعبير عن رأيه، فذلك حق من حقوق الإنسان كفلته الشريعة الإسلامية والمواثيق والأعراف والقوانين الدولية"، مؤكداً على أن "شريطة عدم الإضرار بالغير أو بالممتلكات العامة والخاصة".



وأكد البيان "ويُطالب رئيس مجلس النواب كافة الأجهزة الشرطية والأمنية الرسمية بمدينة طرابلس بحماية المتظاهرين السلميين المُطالبين بحقوقهم، كما يُطالب النائب العام بتحمل مسؤولياته حيال الاعتداء غير المبرر وإساءة إستعمال السلطة بحق المتظاهرين السلميين".



إدانات واسعة


وفي وقت سابق من اليوم، أدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ما وصفته بالاستخدام المفرط للقوة ضد متظاهرين سلميين في العاصمة طرابلس.


وقالت البعثة الأممية في بيان منشور عبر صفحته على موقع "تويتر": "حق التجمع السلمي والاحتجاج وحرية التعبير هو أحد حقوق الإنسان الأساسية، ويندرج ضمن التزامات ليبيا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان".


كما أعلن الممثل الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، اليوم الإثنين، بأن الأمم المتحدة قلقة من احتمال وقوع كارثة إنسانية في ليبيا في حال اندلاع أعمال قتالية في منطقة سرت.


وأعلنت حكومة الوفاق، أمس، وقف إطلاق النار من جانب واحد في كل الأراضي الليبية مع وقف أي عمليات قتالية وعسكرية لقواتها وجعل مدينتي سرت والجفرة منطقتين منزوعتي السلاح.


وتشهد دولة ليبيا، منذ عدة سنوات، صراعا عسكريا داميا بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق الليبية.

الجريدة الرسمية