ماذا عن رؤية الدين للنفاق وما جزاء المنافق ؟
استشرى النفاق وانتشر في المجتمع المسلم فى جميع المجالات فما رؤية الدين للنفاق وما حدوده؟
ولا يعد من النفاق مجاراة السفهاء كأن يكون لى جار مجرم سيئ الخلق فلا يعقل أن أظهر عدائى له، ولكن عليّ أن أجامله ببعض الكلمات التى أطفئ بها نار حقده حتى أتجنب أضراره ومشاكله، وفي ذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ) .
ويضيف الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن جامعة الأزهر (رحل عام 2016):
وبالنسبة لما يبديه بعض المرءوسين لرؤسائهم من كلمات لا يؤمنون بها، وأنهم يقصدون من وراء قولها استجلاب منفعة فى العمل كالترقية أو مكافأة مادية أو غير ذلك من الأمور المتعلقة بالعمل، فهذا يعد نوعا من الكذب المحرم ، فضلا عن أنه نوع من السلوك المرفوض الذى يؤكد التدنى في أسلوب التعامل بين العاملين ، وهذا يؤدي إلى انتشار الفساد فى المؤسسات والهيئات ويجعل الرؤساء يغضون البصر عن السلبيات فى مجال عملهم مقابل كلمات استحسان ومجاملات كاذبة .
فمن يسلك مثل هذا السلوك ويحصل مقابله على حقوق غيره فهو هنا مرتكب لجريمتين الأولى النفاق العملى والكذب ، والثانية السطو على حقوق الآخرين. وعقاب ذلك يختلف باختلاف قدر النتيجة المترتبة عليه، وقد تكون العقوبة الربانية دنيوية وقد يؤجلها الله إلى الآخرة.
والعجيب أننا نلاحظ أن المنافق لا يتصف بالشجاعة الآدمية، ولهذا نجد صفات النفاق تكثر بين ضعفاء النفوس والجبناء ، أما من يثقون فى قدراتهم وأنفسهم فلا يلجأون الى هذه النوعية من السلوكيات المرفوضة دينيا ودنيويا.